أرشيف المقالات

يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ﴾   قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُون ﴾ [المجادلة: 9].   إنها آية تبيِّن للذين آمنوا وتعلِّمهم ما يجب أن يفعلوه في حالة التناجي، تلك الحالة التي قد يجد الإنسان المؤمن نفسه فيها مضطرًّا إلى هذا النوع من الحديث.   إذًا الآية الكريمة تنبِّهنا إلى تلك الحالة، وتدفعنا إلى رصدها وضبطها، والتفكر فيها، وتحديد أسبابها ودوافعها وآثارها، وإن هذه الآية الكريمة ضبطتْ لنا وعلَّمتنا المنهج الواجب اتباعه تجاه وضعية التناجي تلك.
فإن كان لا بد على المؤمن أن يتكلم فلا يتكلم إلا من منطلق ودافع عقيدته، وإيمانه الصادق بالله سبحانه، وسعيه إلى عدم معصيته أو انحرافه عن المنهج السليم الذي فطَره عليه، فيكون قوله طيبًا يدل على صدق إيمانه وخوفه وخشيته من غضب الله عليه، فيتجنب بذلك الوقوع في الإثم والعدوان والمعصية.
إذًا ذلك منهج وتوجيه ضبطته تلك الآية العظيمة، تجلَّى من خلاله ما يجب أن يكون من حديث وأقوال تدور بين المؤمنين، فلا إثم ولا عدوان ولا معصية، وإنما البر والتقوى والطاعة.
آية أرى أنه من واجبنا تأمُّلها ودراستها والنظر إليها حقَّ النظر، حتى نتعلمها ونعملَ بها، ونستوعب الواجب علينا في حالة التناجي؛ حتى نكون دومًا مستعدين لها، فتَناجي المؤمنين برٌّ وتقوى؛ أي: خشية وخوف من معصية الله سبحانه، فلا تجد في تناجيهم إثمًا وعدوانًا ومعصية.   إذًا فحال المؤمن اتقاءُ الله الذي سيحشر إليه، وحاله النظر إلى الآخرة، حاله السعي إلى مرضاة خالقه؛ ليتحقق الإيمان الصادق، وينبثق القول الصالح المجسد للبر والتقوى والطاعة، والمُقاطع للمعصية والإثم والعدوان، المؤمن بارٌّ تقي، لا آثم معتدٍ، وهو متقٍ لله، ويخشى خالقه، ذلك تَناجيه وذلك عملُه.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن