العدد 19 - صفحات من جهاد الصومال
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
صفحات من جهاد الصومال
لفضيلة الشيخ محمد مهدي محمود
الله أكبر الله أكبر..
الله أكبر الله أكبر..
أشهد أن لا إله إلا الله..
أشهد أن لا إله إلا الله..
أشهد أن محمدا رسول الله..
أشهد أن محمدا رسول الله..
حي على الصلاة..
دوي هذا الصوت الجميل المبارك من فوق مئذنة مسجد بربرة ببلاد الصومال ينادي الناس لصلاة الفجر وتسبيح الخالق جل وعلا، فقد انسلخ الليل وانبلج الفجر وبدت تباشير الصباح، وأذنت الديكة، وغردت البلابل، وشقشقت العصافير، وغنت الطيور مسبحة بحمد الله المنعم على الكون فتجاوب مع تسابيح الكون بذكر الله وتوحيد ذي الجلال والإكرام، والكرامة التي تأبى الذل والعار، منادي السماء وداعي التوحيد، الله أكبر الله أكبر، ولكن هذا الصوت الملائكي العذب الجميل.. لم يعجب ذلك القسيس الإنجليزي..
الذي جاء من بلاده..
ليدرس عقائد أهل الصومال وعاداتهم ولغاتهم، ولينقلهم من دينهم لدين آخر يرتضيه المستعمرون! فسرعان ما أخرج مسدسه وصوت رصاصات طائشة على منادي السماء، وهو يدعو الناس إلى عبادة الرحمن، إن القسيس يطلق الرصاص في وحشية وجنون على المؤذن الأعزل بحجة أنه قطع عليه نومه وأحلامه الجميلة البراقة.. نزل المؤذن صارخا مستنجدا بأهل الصومال..
مستحثا فيهم العزة الإسلامية، والنخوة، والمروءة، والهوان، وسرعان ما دوي صوت النجدة بين أبناء البلاد وشجعانهم، واجتمعت الجماهير، وتعالى صوت العزة والحرية: الجهاد!!! الجهاد!!! الجهاد!!!