كشف اللثام عما تعانيه الأمة من الجروح والآلام
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
كشف اللثام
عما تعانيه الأمة من الجروح والآلام
بقلم: غازي الوادعي
إن الأمم ترقى إلى السمو والعلو بما تنتجه من حضارة، وبما تقدمه للبشرية
من خير.
وقد كانت الأمة الإسلامية، وستبقى بإذن الله هي الأمة الوسط التي تقود
الناس إلى بر الأمان وإلى طريق النجاة.
كانت أمة صاحبة رسالة تخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام،
كانت مصدر السعادة للناس.
إن حضارة الإسلام لم تكن حضارة مادية فحسب أو حضارة أرضية (وإن
كانت هذه الأشياء مما لابد منه) ، وإنما هي قبل ذلك حضارة عقيدة، حضارة جهاد، حضارة أخلاق، حضارة استخلاف في هذه الأرض..
واليوم تمر الأمة بأسوأ مراحل ضعفها، والناظر المتأمل بعين البصير المتدبر
يرى حال الأمة الإسلامية: يرى من الجروح والآلام ما تنفطر له القلوب؛ فيرى
أن الأمة قد استهوت الذل واستمرأته؛ لأنها أخلدت إلى الأرض، وتتبعت شهواتها
وغرائزها بنهم، فنست الجهاد والقتال في سبيل الله.
ومن الآلام: الجهل المطبق عند عامة الناس إلا من رحم الله، ليس جهلاً في
أمور معيشتهم أو أمور دنياهم، وإنما في أمور دينهم، والشرك المنتشر في أطناب
الأمة الإسلامية أكبر شاهد على ذلك، وانتشار الأحاديث الضعيفة بين الناس
وتمسكهم بها، وجهلهم وتساهلهم في أداء الفرائض والعبادات المفروضة عليهم،
وأما أخلاقيات وسلوكيات كثير من أفراد الأمة: فأصبحت مقيدة بما تمليها عليهم
المصالح الدنيوية.
وأيضاً من الجروح التي تأن بسببها الأمة:
* الغياب الكلي أو الجزئي للدين في بيوت كثير من الناس؛ حتى أنهم ألفوا
المعاصي: كبائرها وصغائرها، وأصبحت النفوس لا تفرق بين المعروف والمنكر
في صغيرة أو كبيرة من حياتهم.
* إن الأمة ما زالت تعاني الأمرين من صنف من الناس، وصفهم الرسول -
صلى الله عليه وسلم- بأنهم دعاة على أبواب جهنم، يقذفون الناس إلى جهنم بحلاوة
كلامهم وطلاوته، هم المنافقون، وما أدراك من هم؟ ! ، إنهم قوم وصفهم الله
(سبحانه وتعالى) ونعتهم بنعوت في أكثر من سورة من القران الكريم: يطعنون في
الدين، يتلونون في كل ثوب، إنهم خفافيش الدجى في كل عصر وزمان، يظهرون
في الليل حتى يضربوا ضربتهم.
* وثالثة الأثافي جهل الأمة بالعدو المتربص بها، تربص الدوائر، وقد نست
الآيات المحذرة من هذا العدو، فأصبحت توالي مَنْ غضب الله عليه ولعنه،
وأصبح الولاء والبراء معتمداً على مصالح خاصة ليس لها بالدين علاقة، لا من
بعيد ولا من قريب.