الاقتراح على المنار
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
يود أكثر أهل الجدّ أن (المنار) لا يكتب إلا في أهم المواضيع الدينية
والاجتماعية كالتربية والتعليم من الوجه الديني، وممن صرح لنا بهذا الرأي وزير
مصر الأكبر صاحب الدولة رياض باشا، ويقول آخرون: لابد من تنوع المواضيع
والكلام في الأدبيات؛ ليكون فيه ما يروّح النفوس التي تسأم الجد الدائم، واقترح
علينا كثيرون من فضلاء القطرين المصري والسوري أن نكتب ملخص دروس
التفسير التي يلقيها في الأزهر حَكيم الأمة الأستاذ الشيخ محمد عبده مفتي الديار
المصرية، فإن فيها حياة الأمة وبيان شفائها من أمراض شقائها، واقترح آخرون
علينا أن ندرج فيه ملخص الخطب النافعة التي يلقيها كاتب هذه السطور وغيره من
الأفاضل في جمعية (شمس الإسلام) وإجابة هذه الاقترحات يتوقف على جعل
(المنار) مضاعف حجمه الآن مع بقائه أسبوعيًّا، فهل يوجد في القارئين عدد كثير
يضاعف لنا الثمن حتى نتمكن من هذا العمل من غير خسارة مالية لا نستطيع
احتمالها؟ ما لا يدرك كله لا يترك قله، وقد رجّحنا أن نزيد في (المنار) كراسة
ونصدره في الشهر ثلاث مرات، أو كراستين ونصدره مرتين، ونبدأ بإجابة
الاقتراح الأخير بعد نشر آخر كتابة وردت لنا فيه وهي:
جناب الأستاذ الفاضل:
حضرتُ أمس بجمعية (شمس الإسلام الخيرية) فوجدت فيها ما حقق ظني
وما كنت أنتظره من حضرات مؤسسيها الكرام من نقاوة المواضيع وصدق النية
والإخلاص لجلالة السلطان وعزيز مصرنا حتى كنت أهتز طربًا حين قمتم وفسرتم
قوله تعالى في الطاعة والتقوى والاقتصاد مما تُلي من الآيات في مبدأ الجلسة
وبرهنتم أن هذه الآيات وحدها تكفي لسعادتنا الدنيوية والأخروية، وازداد سروري
حين قام الأستاذ الفاضل الشيخ علي الجربي وكشف الحجاب عن بعض ما خفي من
أسرار الدين، لا سيما وقد أتبعتم كلامه بأن أوضحتم في بعض ما قلتموه أن المرض
الذي يعم المسلمين الآن ليس هو عدم معرفتهم ما هم عليه الآن من الشقاء مما هو
معروف لدى العام والخاص، ولكن المرض كل المرض في جهل الأسباب التي
جرّت علينا هذا الشقاء الذي يكاد أن لا ينتهي، وعدم إيجاد الطرق الموصلة إلى
إنقاذنا منه مما لا يقدر عليه إلا كل عالم متمكن حكيم متبصر، وأتبعتم قولكم ببعض
مباحث أخرى مما وقع موقع الاستحسان لدى الحضور، وإني أشكر حضرة الأستاذ
الفيلسوف على خدمة الإسلام والمسلمين، كما أني أدعوه أن لا يَكِلّ مهما تصدر
أمامه من الصعوبات، حيث إن الخدمة لله، وكفاكم بالله قوة وعونًا , غير أنه سنحت
لي فكرة وجدت من حقوق الإسلام أن أسردها على مسامع حضرتكم، ولعلها تقع
لديكم موقع القبول، وهي أن تلك المواضيع والأفكار التي يقولها الخطباء وتقولونها
أنتم في محفل الجمعية كما ينتفع منها الذي حضرها، كذلك يلزم أن يستفيد منها من
عاقه عن ذلك بُعد المكان مثلاً، ولتحقيق هذه الأمنية أقترح أن يخصص محل في
جريدتكم يكتب فيه ملخص المواضيع التي يراد البحث فيها في كل أسبوع، وهي
ليست بأقل أهمية من الدرس الديني الذي تكتبون له ملخصًا في جريدتكم الغرّاء،
فالكل راجع للدين وهو الغرض، وليست غير مجلتكم أولى بنشر تلك النصائح التي
تلدها أفكار الخطباء، وتثبت أمام الجميع صحتها ويظهر نفعها، فأكرر الكلام على
حضرتكم في قبول هذا الاقتراح، وليس هناك فرق بينكم وبين الجمعية فإنكم من
الجمعية والجمعية منكم، ويلزم أن تكون جريدتكم لسان الجمعية وترجمان مقاصدها
كما تفعل جمعية (مكارم الأخلاق الإسلامية) هذا وأرجو أن لا تحوجوني إلى التكرار
في هذه المسألة المهمة، ولقد صارت الآن الجمعية عمومية، فلا ضرر أن تنشر
أفكارها بين المسلمين الأعضاء منهم وغير الأعضاء، ولا أشك في أن تنشر في
عدد (المنار) الآتي إن شاء الله تعالى ما خص مواضيع هذا الأسبوع لاعتقادي أن
هذا ليس ضد مشروعكم الذي هو منفعة الإسلام والمسلمين، وعلى أي حال فإني
شاكر لحضرتكم، والسلام.
... ...
...
...
...
...
...
...
أحد المسلمين ...
...
...
...
...
...
...
ومن المشتركين في مجلة المنار