أرشيف المقالات

رؤوس الطواغيت خمسة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
رؤوس الطواغيت خمسة
 
قال المصنف – رحمه الله -: (وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيرُة، وَرُؤُوسُهُمْ خَمْسَةٌ: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ الله، وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ، وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ، وَمَنْ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ، وَمَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ الله).
 
الشرح الإجمالي:
(و) إذا عرفت حد الطاغوت تبين لك أن (الطواغيت) من الخلق (كثيرة) جدًا، (ورؤوسهم) بالاستقراء والتأمل (خمسة): أولهم: (إبليس) الشيطان الرجيم، وهو رأسهم الأكبر، فهو أول الطواغيت، وقد (لعنه الله) فهو مطرود مبعد عن رحمة الله، (و) الثاني: (من عُبِد وهو راض) بأي نوع من أنواع تلك العبادة، سواء عبد في حياته، أو بعد مماته إذا مات وهو راض بذلك، (و) الثالث من الطواغيت: (من دعا الناس إلى عبادة نفسه)؛ فمن دعا الناس إلى عبادة نفسه، وإن لم يعبدوه فإنه من رؤوس الطواغيت، (و) الرابع من الطواغيت: (من ادعى شيئًا من علم الغيب)؛ كما يزعمه الكهان ونحوهم، (و) الخامس من الطواغيت: (من حكم بغير ما أنزل الله) [1].
 
الشرح التفصيلي:
الطواغيت جمع طاغوت، والطاغوت يطلق على الجمع والمفرد، وجمَعَه هنا باعتبار أجناسه، فأجناس ما يحصل به الطغيان كثيرة، وليست نوعًا واحدًا كما بين المصنف -رحمه الله تعالى-؛ والطاغوت يطلق على كل مجاوز للشرع، ولو لم تكن مجاوزته كفرًا، فما يحصل به الطغيان والطاغوت ليس على درجةٍ واحدة، فمنه ما هو كفر، ومنه ما هو شرك، ومنه ما هو معصية، ومنه ما هو بدعة، فما يحصل به الطغيان على درجات وليس على درجة واحدة [2].

[1] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (98)؛ وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د.
عبدالمحسن القاسم (204)؛ وشرح ثلاثة الأصول، محمد بن صالح العثيمين (151).

[2] شرح الأصول الثلاثة، د.
خالد المصلح (86).

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢