أرشيف المقالات

تفسير سورة الأحقاف للناشئين (الآيات 15 - 35)

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
2تفسير سورة الأحقاف للناشئين (الآيات 15 - 35)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (15) إلى (20) من سورة «الأحقاف»: ﴿ حمله وفصاله ﴾: مدة حمله وفطامه من الرضاعة. ﴿ بلغ أشده ﴾: وصل إلى كمال قوته وعقله. ﴿ ربِّ أوزعني ﴾: يا رب ألهمني. ﴿ ونتجاوز عن سيئاتهم ﴾: ويعفو الله عن ذنوبهم فلا يؤاخذهم بها. ﴿ أفٍّ لكما ﴾: كلمة كراهية وضيق منهما. ﴿ أن أخرج ﴾: بالخروج من القبر بعد الموت للحساب. ﴿ وهما يستغيثان الله ﴾: وأبواه يسألان الله أن يغيثه ويهديه للإسلام، أو يفزعان مما يقوله الولد العاق لربه ولهما. ﴿ ويلك آمن ﴾: ويقولان له: هلكت إن لم تؤمن (يحثَّانه على الإيمان). ﴿ ما هذا إلا أساطير الأولين ﴾: إن الذي تقولانه عن البعث بعد الموت ليس إلا خرافات سطرها السابقون. ﴿ ولكل ﴾: لكل فرد ولكل فريق من المسلمين والكافرين. ﴿ درجات مما عملوا ﴾: منازل مناسبة لعمل كل منهم من جنة أو نار. ﴿ ليوفيهم أعمالهم ﴾: ليأخذ كل منهم جزاء عمله وافيًا غير منقوص. ﴿ ويوم يعرض الذين كفروا على النار ﴾: ويوم يوقف الكافرون في مواجهة النار وقبيل سوقهم إليها. ﴿ أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ﴾: يقال لهم عن سبب دخولهم النار: لقد أفسدتم نصيبكم من الطيبات في دنياكم، واستخدمتموها في الحرام. ﴿ تجزون عذاب الهون ﴾: تنالون الهوان والعذاب الشديد.   مضمون الآيات الكريمة من (15) إلى (20) من سورة «الأحقاف»: 1- تستمر هذه الآيات في موضوع العقيدة فتبيِّن ما يكمل هذه العقيدة من ضرورة الإحسان إلى الوالدين، وتبيِّن موقف الأبناء من آبائهم ومن الدين كله وانقسامهم إلى فريقين: الفريق الأول من المؤمنين الصادقين، وهذا الفريق عندما يصل إلى كمال قوته وعقله في سن الأربعين يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء أن يلهمه شكر النعم التي أنعم الله بها عليه وعلى والديه، وأن يلهمه العمل الصالح الذي يرضي الله، وأن يوفق ذريته لصالح الأعمال، وتبيِّن جزاء هذا الفريق وأن الله يتقبَّل أعمالهم.   2- وأما الفريق الثاني فهم الجاحدون الذين يكذبون بالبعث، وينكرون فضل الوالدين وفضل الله.   3- وتبيِّن جزاءهم، وهو العذاب والخسران، وأن الآخرة ستكون دار الجزاء المناسب لعدل الله وفضله.   4- ثم تعرض صورة الكفار يوم القيامة، وهم يوقفون على النار، وتبيِّن لهم ما كانوا فيه من غفلة واستكبار.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (15) إلى (20) من سورة «الأحقاف»: 1- توصية القرآن بالإحسان إلى الوالدين والبر بهما، وحسن معاملتهما؛ لما قدما من فضل ما تحملاه من معاناة وآلام، خاصة الأم التي ذاقت مرارة الألم في الحمل والإرضاع.   2- عقوق الوالدين وإنكار فضلهما والإساءة إليهما - ولو بكلمة - دليل الجحود وطريق موصل إلى إنكار الآخرة والكفر بالله سبحانه وتعالى نعوذ بالله من شره.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (21) إلى (28) من سورة «الأحقاف»: ﴿ أخا عاد ﴾: هودًا عليه السلام. ﴿ إذ أنذر قومه بالأحقاف ﴾: حين حذَّر قومه المقيمين بالأحقاف وهو وادٍ بين (عُمان) وأرض (مَهْرة) في جنوب شبه الجزيرة العربية. ﴿ وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ﴾: وقد مضت الرسل قبله وبعده. ﴿ فتأفكنا ﴾: لتصرفنا. ﴿ فلما رأوه عارضًا ﴾: فأتاهم العذاب في صورة سحاب، فلما رأوه سحابًا ممتدًّا في الأفق. ﴿ مستقبل أوديتهم ﴾: متوجهًا نحو أوديتهم التي يعيشون فيها. ﴿ هذا عارض ممطرنا ﴾: هذا سحاب يأتينا بالمطر والخير. ﴿ بل هو ما استعجلتم به ﴾: والحقيقة أنه العذاب الشديد الذي استعجلتم وقوعه. ﴿ مكنَّاهم ﴾: أقدرناهم وبسطنا لهم. ﴿ فيما إن مكنَّاكم فيه ﴾: في الذي لم نمكنكم فيه من القوة والمال والعلم والمتاع. ﴿ وصرفنا الآيات ﴾: وكررناها بأساليب مختلفة. ﴿ لعلهم يرجعون ﴾: عسى أن يرجع المكذبون إلى ربهم. ﴿ فلولا نَصَرَهم ﴾: فلم ينصرهم. ﴿ قربانًا آلهة ﴾: متقربًا به إلى الله (وكان المشركون يزعمون أن آلهتهم التي يعبدونها من دون الله تقربهم إلى الله، بينما هي تستنزل غضبه ونقمته عليهم). ﴿ بل ضلُّوا عنهم ﴾: والحقيقة أن هذه الآلهة تركتهم وحدهم ولم تأخذ بأيديهم، ولم تنجدهم من عذاب الله.   مضمون الآيات الكريمة من (21) إلى (28) من سورة «الأحقاف»: 1- تستمر الآيات في الحديث عن العقيدة، ولكن من خلال عرض جانب من قصة «عاد» قوم هود عليه السلام عندما كذبوا به وبدعوته وسخروا منه واستعجلوا العذاب الذي أنذرهم به، فإذا بالريح العقيم الباردة الشديدة تحمل إليهم الهلاك والدمار والعذاب الذي استعجلوا به وطلبوه، فلم يبق إلا مساكنهم خاوية وهلكوا وهلك معهم كل ما يملكون من ثروة وماشية ومتاع.   2- وكذلك كانت نهاية ما حول أهل مكة من القرى عندما كذبوا برسلهم وأشركوا بالله، وقد عجزت آلهتهم عن نصرتهم وظهر كذبهم؛ فلعلَّ ذلك يؤثر فيهم فيتذكرون ويرجعون إلى ربهم تائبين مستجيبين لدعوة الرسول.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة ن (21) إلى (28) من سورة «الأحقاف»: 1- على الدعاة إلى الإسلام أن يتأدبوا بأدب النبوة في مخاطبة من يدعونهم وفي مجادلتهم بالتي هي أحسن، وألا يدعي لنفسه ما ليس لها من العلم، وأن يقف عند حدوده البشرية لا يتعداها.   2- ألا يغتر قوى بقوته، ولا غنى بثروته، ولا عالم بعلمه؛ فكل شيء من عند الله وهو قادر على أن يزيله في طرفة عين.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (29) إلى (35) من سورة «الأحقاف»: ﴿ صَرَفنا إليك ﴾: وجهنا نحوك. ﴿ نفرًا ﴾: جماعة من ثلاثة إلى عشرة. ﴿ قُضي ﴾: فرغ من قراءة القرآن. ﴿ ولَّوا ﴾: رجعوا. ﴿ منذرين ﴾: محذرين من الكفر وداعين إلى الإيمان بالله ورسوله. ﴿ كتابًا ﴾: هو القرآن الكريم. ﴿ مصدقًا لما بين يديه ﴾: مصدقًا لما تقدمه من الكتب السماوية. ﴿ أجيبوا داعي الله ﴾: استجيبوا لدعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أرسله الله بالهدى والحق. ﴿ فليس بمعجز ﴾: فليس بمستطيع أن يعجز الله عن أخذه وتعذيبه. ﴿ أولياء ﴾: نصراء يمنعونه من عذاب الله. ﴿ ولم يَعْي بخلقهن ﴾: ولم يتعب بخلق السموات والأرض. ﴿ أولو العزم ﴾: أصحاب الثبات والصبر. ﴿ ولا تستعجل لهم ﴾: ولا تستعجل العذاب لهم؛ لأنه واقع بهم - لا محالة. ﴿ يرون ما يوعدون ﴾: يشاهدون هول العذاب وفظاعته. ﴿ لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ﴾: يظنون أنهم لم يمكثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار. ﴿ بلاغ ﴾: هذا تبليغ من رسولنا. ﴿ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ﴾: فلن يهلك بالعذاب إلا الخارجون عن طاعة الله.   مضمون الآيات الكريمة من (29) إلى (35) من سورة «الأحقاف»: 1- تستمر الآيات أيضًا في موضوع العقيدة الذي هو موضوع السورة كلها، وذلك من خلال عرض قصة جماعة من الجن وجههم الله سبحانه وتعالى لاستماع القرآن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يملكوا أنفسهم من التأثر به والاستجابة له والإسراع إلى قومهم ليبلغوهم بما سمعوا وليدعوهم إلى الإيمان بالله ورسوله، ويشهدوا للقرآن بأنه الحق وأنه مطابق لما جاء به موسى - عليه السلام - في دعوته إلى التوحيد.   2- ثم يبيِّن هؤلاء الجن لقومهم جزاء المؤمنين ونجاتهم من العذاب كما يحذرونهم من الإعراض عن دعوة الرسول ويبينون لهم سوء مصير كل من يعاند ويكفر، ويوجهونهم إلى كتاب الكون المفتوح الذي ينطق بقدرة الله سبحانه وتعالى على البدء والإعادة وعلى الإحياء والإماتة.   3- ثم تعرض الآيات مشهد الذين كفروا يوم يوقفون على النار فيعترفون بما كانوا ينكرونه من قبل.   4- وتختم السورة بتوجيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبر والاحتمال في سبيل الدعوة وعدم الاستعجال لهم بالعذاب.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (29) إلى (35) من سورة «الأحقاف»: 1- إذا كان الجن قد تحركت قلوبهم للقرآن وخشعوا لسماعه وأسرعوا يبلغونه، فمن الأولى لبني الإنسان أن تلتفت قلوبهم إليه، وأن يخشعوا عند سماعه أو تلاوته، وأن يحافظوا على تبليغه لكل من لم تصله دعوة الله.   2- الكون الكبير بكل من فيه وما فيه كتاب مفتوح يدل على قدرة الله عز وجل.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣