أرجوزة تسديد الخطى في نظم كلام ابن عطا في أسباب قبول الدعا
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
أرجوزة تسديد الخُطى في نظم كلام ابن عطا في أسباب قبول الدعاالحمد لله مجيب الداعين، و الصلاة والسلام على نبينا محمد الداعي إلى دار السلام والفوز المبين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأثناء مطالعتي لكتاب "الشفا في التعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم" للقاضي عياض ت 544 هـ - رحمه الله - وجدته نقل كلاماً لطيفاً عن الدعاء عن ابن عطاء الله، فيسر الله نظمه في أرجوزة وجيزة، وها أنذا أسوق نص كلام ابن عطاء الله ثم أتبعه بالأرجوزة التي سميتها: (تسديد الخُطى في نظم كلام ابن عطا) في أسباب قبول الدعا، وأسأل الله القبول، وحصول المأمول، إنه خير من أعطى وأكرم مسئول.
♦ ♦ ♦
قال القاضي عياض رحمه الله:
....
وَقَال ابن عَطَاء:
لِلدُّعَاء أرْكَان، وَأجنِحَة، وَأسْبَاب، وَأوْقَات.
فَإِن وَافَق أرْكَانَه قَوِي
وَإن وَافَق اجْنَحَته طَار فِي السَّمَاء
وَإن وَافَق مَوَاقِيتَه فَاز
وَإن وَافَق أسْبَابَه أنْجَح.
فَأرْكَانُه:
1- حُضُور الْقَلْب
2- وَالرّقَّة
3- وَالاسْتِكَانَة
4- وَالْخُشُوع
5- وَتَعلُّق الْقَلْب بِالله
6- وَقَطْعُه مِن الْأَسْبَاب.
وَأجْنِحَتُه:
الصّدْق.
وَمَواقِيتُه: الأسْحَار .
وَأَسْبَابُه:
الصَّلَاة عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم.انتهى.
وقد نظمت كلامه فقلت:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مجيب مَن دعا
في الحالتين السر والجهرِ معَا
ثم الصلاة والسلام السرمدي
على نبينا الكريم المحتِدِ[1]
وآله وصحبه الأخيارِ
وتابعٍ لهم من الأبرارِ
وبعد إن هذه أرجوزة
لطيفة في بابها وجيزة
سميتها-يا صاح-: تسديدَ الخُطَى
ضمنتُها نظمَ كلامِ ابنِ عَطَا
وأسأل اللهَ القبول والرضى
والعفو عن ذنبي فيما قد مضى
فصل
وللدعاء صاحبي أركانُ
أيضًا له أجنحةٌ أبانوا
كذا وأسبابٌ مع الأوقاتِ
مقالةٌ لابنِ عطاءٍ تاتي
فصل
أركانهُ: حُضُورُ قلبِ الداعي
رِقَّتُهُ، استكانةٌ يا واعي
خشوعُهُ، تعلُّقٌ باللهِ
والقطعُ عن أسبابِ كلِّ لاهي
جناحهُ: الصدْقُ، ووقتُهُ: السَّحَرْ
أسبابُه: صلِّ على خير البشرْ
صلَّى عليه اللهُ دوما سرمدا
والآل والصحْب ومَن قد اقتدى
فمَن بِتِي الشُّروط في الدُّعا أتَى
أجابه الرحمنُ حقُّا مُثْبتا
فإن أرادَ [2] كان ما قد سُئِلا
مُعجًّلا، أو في ثوابٍ آجِلا
أو مِثْل ما دعا مِن السوء صَرَفْ
عنه إلهُنا الكريمُ أو لَطَفْ
♦ ♦ ♦
نظمتُ ما سُطِّرَ في (الشِّفاءِ)
والحمد لله على النعماءِ
في جلسةٍ قبلَ صلاة المغربِ
في المسجد الحرام، تمَّ مَطلبي
[1] قال الإمام الفيروز آبادي في القاموس المحيط (ص: 275): والمَحْتِدُ: الأَصْلُ، والطَّبْعُ.
وككَتِفٍ: الخالِصُ الأَصْلِ من كُلِّ شيءٍ.
[2] أي: الله عز وجل كما ورد في حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا " قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: " اللهُ أَكْثَرُ ".
رواه الإمام أحمد في المسند وغيره، وهو حسن.