قوى دانماركية تحمل الحكومة تفاقم أزمة الإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
وجه زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين فيللي سفندال انتقاداً لاذعاً لموقف الحكومة في تعاملها مع أزمة الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي ترتب عليها توتر علاقة المسلمين مع الدانمارك، مما أدى إلى حملة مقاطعة كبرى للمنتجات الدانماركية يدفع ضريبتها التجار والمؤسسات الدانماركية.
ودعا سفندال في تصريحات صحفية الأحزاب والمجتمع لممارسة الضغط على الحكومة وحملها على التعامل بوضوح مع مسألة الرسوم التي أساءت لمشاعر المسلمين.
وطالب الحكومة الدانماركية باتخاذ موقف صريح وواضح "وعدم التخفي كأن شيئا لم يحصل"، وتوجيه رسالة اعتذار واضحة إلى وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، مفادها أن الدانمارك تحترم باقي الأديان احتراماً كاملاً، وأنها في الوقت نفسه لا تستطيع إملاء أي شيء على وسائل الإعلام.
وأضاف أن للدانمارك مصالح في كلا العالمين العربي والإسلامي، كما ينتشر عدد من الجنود في العراق وأفغانستان، "لذا يجب التحرك لأن المسألة بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة، مما يضع أرواح المواطنين الدانماركيين وأعمالهم موضع الخطر".
لكن شبه الإجماع الدانماركي على ضرورة عدم الاعتذار للمسلمين ويوازيه شبه الإجماع الإسلامي على ضرورة التمسك بسلاح المقاطعة، صدّع مواقف الأحزاب المعارضة الأخرى في الدانمارك.
إذ لم تتفق شرائح من المعارضة مع توجه زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين، ويعارض الحزب الشعبي الدانماركي المؤيد للحكومة بشدة أن تقوم الحكومة بالاعتذار للمسلمين عن تلك الرسوم، ويقول بيه شارسغارد زعيم الحزب أنه لا ينبغي "أن نظهر ضعفنا أمام ضغوط المسلمين".
تزايد القلقوقد تابع الدانماركيون شأنهم شأن النرويجيين حرق أعلام بلدانهم في عدد من الدول العربية بشيء من القلق، خاصة أنه تزامن مع دعوات إسلامية غير مسبوقة لمقاطعة البضائع الدانماركية والنرويجية.
وقال سفندال إن هذه الرسوم جعلت الدانمارك الآن على رأس قائمة الدول المستهدفة من قبل الإرهابيين، وليست بمنأى عن مخططات العمليات الإرهابية.
وطالب سفندال بعقد جلسة على مستوى لجنة السياسة الخارجية لدراسة وتقييم الأوضاع المتسارعة حول موضوع انتشار مقاطعة البضائع الدانماركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في إشارة إلى ليبيا، موضحاً أن غياب موقف واضح للحكومة الدانماركية ساعد على زيادة نسبة الخسارة في مداخيل أموال الصادرات لتلك المناطق.
وفي سياق مساعي الحكومة الدانماركية الرامية لحشد التأييد الأوروبي في معركتها مع العالم الإسلامي والعربي، ذكرت مصادر صحيفة نرويجية (هي صحيفة في جي) أن الاتحاد الأوروبي لا يريد التدخل في موضوع مقاطعة الدول العربية للدانمارك.
وأكد مسؤول بالاتحاد أن هذا الأمر دانماركي خاص ولا يعتزم الاتحاد التدخل فيه على اعتبار أنه ليس راهناً ولا ملحاً. ومن الجدير ذكره أن وزير خارجية الدانمارك قد قام بزيارة بروكسل بخصوص الموضوع، حيث كان من المتوقع أن يطرح موضوع المقاطعة على بساط البحث، ولكن ذلك لم يتم على ما يبدو بحسب الصحيفة. مسلمو الدانماركويرى مسلمون دانماركيون أن الضغط الخارجي القادم من الدول الإسلامية بما فيه المقاطعة الاقتصادية والسياسية وسحب السفراء وإغلاق السفارات، خاصة من جانب دول الخليج، هو الأكثر تأثيرا في حسم الصراع الدائر للدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد رسوم الكاريكاتير المسيئة التي نشرتها صحيفة دانماركية. وقال أحد قيادات المؤسسات الإسلامية في كوبنهاغن إن الضغط السياسي والاقتصادي من الدول العربية والإسلامية أكثر نفعا وحسما للقضية، معتبرا أن جهود المسلمين الدانماركيين مكبلة بمجموعة قوانين داخلية ومحصورة في وسائل معدودة تنسجم مع مبدأ حرية التعبير. واستغرب المسلمون في الدانمارك وخارجه الكيل بمكيالين، في إشارة إلى القوانين الخاصة بمحاكمة ومعاقبة من يشككون في محرقة الهولوكوست واعتبارها من الخطوط الحمراء كتابيا وصحفيا، رغم أنها مسألة تاريخية صرفة، في حين يعتبرون الإساءة لمعتقد أكثر من مليار مسلم جزءا من حرية التعبير.