مغالطة في الرد على المخالفين - أحمد قوشتي عبد الرحيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
هناك طريقة شائعة في الرد على المخالفين تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي - ولا يكاد يخلو منها تيار فكري - وهي تتسم بالظلم والبغي وغياب الإنصاف ، وغرضها غالبا هو التعيير لا النصيحة ، والتشويه لا التقويم ، والتشفي لا الإصلاح .وهذه الطريقة من المغالطات الشائعة في الاستدلال : وقد تسمى بمغالطة انتقاء الأضعف أو مغالطة أسوأ عينة ، والمقصود بها أن ينتقي الشخص أسوأ ما في مجموعة أو اتجاه ما ، معتبرا إياه ممثلا له ، وذلك بهدف التشويه أو الحكم على هذا الاتجاه بأسوأ ما فيه .
ففي عالم الانترنت الذي يمتلأ بملايين الحسابات ، منهم المعروف والمجهول ، والفاهم والجاهل ، والحكيم والأرعن ، لا يصعب على أحد أن يقف على منشور أو تعليق لشخص ما ، لا يدرى من هو ، ولا مستوى فهمه ، أو هو معروف الشخصية لكنه لا يمثل إلا نفسه ، ثم يصور هذا التعليق ( سكرين شوت ) ثم تقام حفلات من الضحك والسخرية والتي يجزم المرء أنها ليست للنصح بل التشويه .
وليس حسنا ، بل قبيحا ، وليس عدلا وإنصافا ، بل حشفا وسوء كيلة :
أن يحكم على مذهب أو اتجاه أو تيار فكري ما من خلال بعض سلوكيات أو أفكار لنفر من المنتسبين إليه ، وإنما يحكم على المذهب أو الاتجاه من خلال نصوص أئمته المعتبرين ، وكتبه المعتمدة ، لا من خلال أقوال شاذة ، أو كلام خاطيء لبعض الزاعمين الانتساب إليه.
وحقيقة أي مذهب إنما تتمثل في الأصول والآراء المتفق عليها بين رجالات المذهب ، والمقررة في كتب علمائه ومنظريه الكبار ، ولا يحمل المذهب جريرة فعل واحد من أتباعه ، إلا إذا كان ذلك نتيجة حتمية لأصوله وفتاوى علمائه ، أو أقر ذلك علماء المذهب المعتبرون .
رزقنا الله العدل والإنصاف ، وجنبنا الظلم والاعتساف !