قبل أن تتوالى المفاجأت - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
قبل أن تتوالى المفاجأت دون استعداد علينا أن نقف مع النفس وقفة حازم, فللذنوب توبة وأوبة, وللأخطاء إصلاح, وإن تكرر الخطأ كرر التوبة وإن زلت القدم بادر بالوقوف وأسرع.عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:
إِنَّ الْمُؤْمِنَ قَوَّامٌ عَلَى نَفْسِهِ ، يُحَاسِبُ نَفْسَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَإِنَّمَا خَفَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَوْمٍ حَاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا شَقَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَوْمٍ أَخَذُوا هَذَا الْأَمْرَ مِنْ غَيْرِ مُحَاسَبَةٍ.
واعلم أننا في هذه الدنيا في اختبار دائم إلى أن نلقى الله فإياك أن تعبد هواك أو أن تعمل من أجل شهواتك دون عرضها على ميزان الله تعالى, فالشرع لا يحرم الشهوات وإنما يهذبها فإن كانت محرمة فابتعد واعلم أن السعادة كل السعادة في تركها.
قال الحسن البصري رحمه الله:
إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَفْجَأُهُ الشَّيْءَ يُعْجِبُهُ ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَشْتَهِيكَ ، وَإِنَّكَ لَمِنْ حَاجَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا مِنْ صِلَةٍ إِلَيْكَ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ .
وَيَفْرُطُ مِنْهُ الشَّيْءُ فَيَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ، فَيَقُولُ: مَا أَرَدْتُ إِلَى هَذَا، مَا لِي وَلِهَذَا، وَاللَّهِ لَا أَعُودُ إِلَى هَذَا أَبَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.أ هـ
وعليك بكتاب الله فلن تجد خيراً منه هادياً لطريق الرشاد, ومعه سنة الحبيب المصطفى وتوجيهاته وتعاليمه لتكتمل لك معرفة الصراط , ثم بالعمل بهما والدعوة إليهما يكتمل وقوفك على الصراط, وساعتها سل الله الثبات .
قال الحسن:
إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَوْمٌ أَوْثَقَهُمُ الْقُرْآنُ ، وَحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ هَلَكَتِهِمْ .
أ هـ
كن أسيراً مقيداً في هذه الدنيا وإياك أن تتبع هواك فلله حمى وحماه محارمه فإياك أن ترتع فيهاوإن فعلت فبادر وعد إلى ملازمة القيود حتى تلقاه سالماً.
قال الحسن:
إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَسِيرٌ فِي الدُّنْيَا يَسْعَى فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ، لَا يَأْمَنُ شَيْئًا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي سَمْعِهِ، فِي بَصَرِهِ، فِي لِسَانِهِ، فِي جَوَارِحِهِ، يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ .