أرشيف المقالات

نماذج من الرواية بالمعنى وحل الاختلاف فيها (8) خاتمة

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2نماذج من الرواية بالمعنى وحل الاختلاف فيها
(8) خاتمة   بعد الطواف في كتب أهل العلم ودراسة بعض الروايات التي أحدثت اختلافاً بسبب روايتها بالمعنى، نرى أن هذا حصل بسبب تصرف الرواة فأحال المعنى مما أدى بالتالي إلى خطأ في بعض المرويات، وهذا يدعو لمزيد بحث وكشف لإزالة التعارض الناشئ عن الرواية بالمعنى، ولحل الإشكالات التي تنشأ بين الروايات النبوية.   والرواية بالمعنى كانت منطلقاً لبعض المغرضين الذين اتخذوها سلماً يرتقون عليه للنيل من السنة وبث الشبهات حول السنة النبوية، مما يدعو لمزيد بيان حول هذه المسألة وكشف هذه الشبهات، وكذلك هناك بعض الأحاديث التي نجم عنها اختلاف الفقهاء والمذاهب تحتاج لمزيد بيان وتوجيه، ليحل الخلاف بينهم ويعرف وجه الصواب فيها.   وفي خاتمة هذه المقالات في هذا الموضوع، والذي بينت فيه بعض النماذج على سبيل التمثيل لا على سبيل الاستقصاء، ألخص بعض نتائج البحث حول هذا الموضوع في النقاط التالية: 1 – الرواية بالمعنى كانت سبباً رئيسياً لاختلاف الحديث مما كان له دور في اختلاف الفقهاء وأهل النظر في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – والكشف عنها وبيانها يزيل هذا الخلاف.   2 – لا يمكن كشف الروايات التي رويت بالمعنى إلا بجمع الأحاديث والنظر فيها.   3 – يستعان في كشف الروايات التي رويت بالمعنى بعدة قرائن كحفظ الراوي وفقهه وحاله، وهل حدث من حفظه أم من كتاب عند أداءه للرواية، وكذلك يستعان بورود الحديث وسببه.   4 – من يجوز له الرواية بالمعنى فقط من كان عالما بمعاني العربية ومن يميز بين ما يحيل المعنى مما لا يحيله.   5 – الكشف عن الرواية التي رويت بالمعنى تغنينا عن كثير من التأويلات والتوجيهات التي وقعت من قبل العلماء وشراح الحديث للتوفيق بين الأحاديث.   6 – إن ميدان هذا البحث هو علم العلل، ونقد الرجال، فهو ميزان دقيق تعرض عليه روايات الثقات، ويكشف من خلاله عن أخطائهم.   7 – هناك اتفاق بين العلماء على أنه لا يجوز لمن ليس بصيراً باللغة، ولا خبيراً بما يحيل المعنى مما لا يحيل أن يروي الحديث بالمعنى.   8 – ميدان الروايات التي رويت بالمعنى هي الأحاديث القولية، وميدان الكشف عن الروايات التي رويت بالمعنى وسببت اختلافا في الحديث وتعارض بين الأدلة هو علم العلل ونقد الرجال.   9 – الرواية بالمعنى كانت قبل عصر التدوين، أما بعد عصر التدوين وتصنيف المصنفات فلا رواية بالمعنى للحديث.   10 – الرواية بالمعنى الذي نجم عنه خطأ من قبل الرواة، لا يشكل خطراً على السنة، فعلماء الحديث لا سيما النقاد منهم والمختصون في كشف العلل بينوا كل ذلك وميزوا الخطأ من الصواب.   والحمد لله رب العالمين



شارك الخبر

المرئيات-١