أرشيف المقالات

أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ!!! - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
أإله مع الله رفع السموات بلا عمد وأبدع فيها وسير كل تلك الأجرام الهائلة وأنزل منها ما هو سبيل للحياة على الأرض , فأحيا به الإنسان والحيوان وشتى أنواع النباتات بألوانها المبهجة وطعومها وفوائدها المختلفة ؟؟
أم أن معبوداتكم المخلوقة هي التي خلقت الأرض بأنهارها وجبالها ووديانها وبحارها وسهولها ومنع كل من تلك الأشياء أن تعتدي على ما سواها فلا يتعدى بحر على نهر ولا جبل على سهل .
هل خلقها وثن لا يضر أو ينفع أو حتى ملك مقرب أو نبي مرسل أو أحد الصالحين من أولياء الله المتقين , تعالى الله عما يعتقد المشركون علواً كبيراً وتنزه سبحانه عن كل نقيصة وعيب .
 { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ.
أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
[ النمل60-61]
قال السعدي في تفسيره :
{أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}  [النمل 60]
أي: أمن خلق السماوات وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والملائكة والأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار وأشجار وغير ذلك.
{وَأَنْزَلَ لَكُمْ}  أي: لأجلكم  {مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ}   أي: بساتين {ذَاتَ بَهْجَةٍ } أي: حسن منظر من كثرة أشجارها وتنوعها وحسن ثمارها،  {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا}   لولا منة الله عليكم بإنزال المطر.
{أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ } فعل هذه الأفعال حتى يعبد معه ويشرك به؟  {بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}  به غيره ويسوون به سواه مع علمهم أنه وحده خالق العالم العلوي والسفلي ومنزل الرزق .
 {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}    [النمل 61]
أي: هل الأصنام والأوثان الناقصة من كل وجه التي لا فعل منها ولا رزق ولا نفع خير؟ أم الله الذي { جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا } يستقر عليها العباد ويتمكنون من السكنى والحرث والبناء والذهاب والإياب.
{وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا}  أي: جعل في خلال الأرض أنهارا ينتفع بها العباد في زروعهم وأشجارهم، وشربهم وشرب مواشيهم.
 { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ}  أي: جبالا ترسيها وتثبتها لئلا تميد وتكون أوتادا لها لئلا تضطرب.
 { وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ}  البحر المالح والبحر العذب { حَاجِزًا}  يمنع من اختلاطهما فتفوت المنفعة المقصودة من كل منهما بل جعل بينهما حاجزا من الأرض، جعل مجرى الأنهار في الأرض مبعدة عن البحار فيحصل منها مقاصدها ومصالحها،  {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}  فعل ذلك حتى يعدل به الله ويشرك به معه.
{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}  فيشركون بالله تقليدا لرؤسائهم وإلا فلو علموا حق العلم لم يشركوا به شيئا.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢