أرشيف المقالات

وقفة مع آية الدين

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2وقفة مع آية الدَّين   ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 283].   في هذه الآيات ثلاثة وعشرون حكمًا، شرعها الله تعالى ضبطًا للمعاملات وحفظًا لحقوق الناس، وسبيلًا للتقى.   وخشية الله ومراعاته هنا جزء من العَقْد وعند الإملاء على الكاتب، ويقوم المدين بالإملاء؛ لأنه لن يزيد على نفسه، والله يأمره أن يتقيَه سبحانه ولا ينقص مِن قدره شيئًا، وحتى السفيه يحفظ الله حقَّه، وحكمه حكم الضعيف؛ كالمريض أو القاصر الذي لا يستطيع الإملاء أو يحسنه، وعلى وليه أن يكتبَ أو يملل بالعدل، والعدل هنا معناه الدقَّة التامة والإحكام البالغ، والشهادة واجبة مع الكتابة.   والكاتب ينبغي أن يكون من أهل الإتقان والدقة، وهو مصونٌ لا يجوز الإضرار به، وكذلك الشاهد، وإذا لم يكن هناك شاهدان، فشاهد وامرأتان، وكل تزوير أو تغيير في الكتابة أو إساءة للشهادة فسوق.   لقد أوقفنا الله سبحانه هذه الوقفةَ الطويلة عند أمر الدَّيْن، تنبيهًا إلى أهمية المال وحِفْظ الحقوق، ووجوب الدقة والأمانة في التعامل صونًا لعلاقات الناس بعضهم ببعض، وأهمية الجانب الأخلاقي في المعاملات المالية، ولا بد مِن خشية الله تعالى والإيمان الذي يولد حفظ الذِّمة والضمير في مراقبة الله تعالى ومراعاته في كلِّ تعامل بالمال.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣