بين يدي رمضان.. احذر التوبة المعلولة! - من عبق رمضان - أبو فهر المسلم
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
قال ابن تيمية رحمه الله، في الفتاوى : "قال ابن المبارك - رحمه الله-: ''المُصِرّ - على الذنب -: هو الذي يشرب الخمر اليوم ثم لا يشربها إلى شهر - وفي رواية: إلى ثلاثين سنة - ومن نيّته أنه إذا قَدر على شُربها؛ شَربها''.ثم علَّق ابن تيمية رحمه الله، قائلًا: "وقد يكون مصر ًا..
إذا عزم على الفعل في وقت دون وقت؛ كمن يعزم على ترك المعاصي في شهر رمضان دون غيره؛ فليس هذا بتائب مطلقًا! ولكنه تارك للفعل في شهر رمضان، ويثاب إذا كان ذلك الترك لله، وتعظيم شعائر الله، واجتناب محارمه في ذلك الوقت ! ولكنه..
ليس من التائبين الذين يُغفر لهم بالتوبة مغفرةً مطلقة، ولا هو مُصرّ مطلقًا".
قلتُ:
ومَدار كلام الإمامين رحمهما الله: على أن الامتناع عن المعاصي إلى أجَل، والنيَّة مُبيَّتة للعَود إليه، متى انتهى هذا الأجَل؛ فإنه يكون مُصرًّا على ذَنبه، لا تائبًا ولا صادقًا ..!
والله قد وعد بالمغفرة والتوبة؛ مَن لم يُصرّ، فقال: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ؛ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ}[آل عمران:135-136]
فكذلك كلُّ من يُرجىء توبتَه إلى رمضان، فيمتنع عن بعض ذُنوبه أو معاصيه، وفي نفسه؛ يُبيّت العَود إليها بعد رمضان ..
فتوبَته مَعلولة، وأوبته مدخولة، ولا يستحقّ وعد الله بالغُفران التامّ ..! وأسوأ ممَّن هذه حاله: من يمتنع عن معاصيه في نهار رمضان، ويَعزم على إتيانها بعد إفطاره ..!
فاللهَ اللهَ ..
في توبةٍ صادقةٍ من الآن!
لا تنتظر بها رمضان ولا غيره، ولا تُؤجّل لها أجلًا، ولا تَفرض لها زمنًا!
فالتوبةُ رزقٌ ..
والأرزاقُ بيَد من في السماء!