أرشيف المقالات

اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
من علامات المشركين عبر التاريخ الإنساني  الاستهزاء والسخرية من صلاة المسلمين وشعائرهم.
 و حديثاً يتجلى ذلك في تسليط الآلة الإعلامية العالمية على تشويه شعائر الإسلام وصلاة المسلمين وحجاب المرأة المسلمة ومظهر الرجل المسلم ومحاربة رموز الأمة الإسلامية بدءاً بنبيها صلى الله عليه وسلم مروراً بصحبه الكرام والأئمة الأعلام والقادة الأفذاذ وتشويه التاريخ الإسلامي وإلقاء الشبه عليه وعلى أهله وعلى عقائد الإسلام والمسلمين ومحاربة الشريعة الغراءو تشويهها ودعم كل من يناهضها في ديار المسلمين ويسعى إلى عرقلة تطبيقها .
قال تعالى :
{ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ } [المائدة 58] .
قال السعدي في تفسيره : وكذلك ما كان عليه المشركون والكفار المخالفون للمسلمين، من قدحهم في دين المسلمين، واتخاذهم إياه هزوا ولعبا، واحتقاره واستصغاره، خصوصا الصلاة التي هي أظهر شعائر المسلمين، وأجلُّ عباداتهم، إنهم إذا نادوا إليها اتخذوها هزوا ولعبا، وذلك لعدم عقلهم ولجهلهم العظيم، وإلا فلو كان لهم عقول لخضعوا لها، ولعلموا أنها أكبر من جميع الفضائل التي تتصف بها النفوس.
فإذا علمتم -أيها المؤمنون- حال الكفار وشدة معاداتهم لكم ولدينكم، فمن لم يعادهم بعد هذا دل على أن الإسلام عنده رخيص، وأنه لا يبالي بمن قدح فيه أو قدح بالكفر والضلال، وأنه ليس عنده من المروءة والإنسانية شيء.
فكيف تدعي لنفسك دينا قيما، وأنه الدين الحق وما سواه باطل، وترضى بموالاة من اتخذه هزوا ولعبا، وسخر به وبأهله، من أهل الجهل والحمق؟! وهذا فيه من التهييج على عداوتهم ما هو معلوم لكل من له أدنى مفهوم.
أبو الهيثم

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣