أأنت مستريح أم مستراح منك؟ - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
كلنا أحد رجلين إما مستريح من الدنيا عند فراقها مقبل على من يفرحون ويستبشرون بلقاءه..
وإما مستراح منه ومن شره مقبل على من ينفرون منه مشمئزون من لقاءه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
"الْمَيِّت لَا يَعْدُو أَحَدَ الْقِسْمَيْنِ: إِمَّا مُسْتَرِيحٌ وَإِمَّا مُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَجُوزُ أَنْ يُشَدَّدَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَنْ يُخَفَّفَ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الَّذِي يَحْصُلُ لَهُ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ وَلَا يَتَعَلَّقُ ذَلِكَ بِتَقْوَاهُ وَلَا بِفُجُورِهِ، بَلْ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى ازْدَادَ ثَوَابًا، وَإِلَّا فَيُكَفَّرُ عَنْهُ بِقَدْرِ ذَلِكَ، ثُمَّ يَسْتَرِيحُ مِنْ أَذَى الدُّنْيَا الَّذِي هَذَا خَاتِمَتُهُ، وَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أُحِبُّ أَنْ يُهَوَّنَ عَلَيَّ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ، إِنَّهُ لَآخِرُ مَا يُكَفَّرُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِ.
وَمَعَ ذَلِكَ فَالَّذِي يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الْبُشْرَى، وَمَسَرَّةِ الْمَلَائِكَةِ بِلِقَائِهِ، وَرِفْقِهِمْ بِهِ، وَفَرَحِهِ بِلِقَاءِ رَبِّهِ: يُهَوِّنُ عَلَيْهِ كُلَّ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ أَلَمِ الْمَوْتِ، حَتَّى يَصِيرَ كَأَنَّهُ لَا يُحِسُّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ" انتهى.
(فتح الباري: [11/365]).
على كل منا أن يراجع نفسه ويعيد حساباته.. والله المستعان.
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة أجمعين.