الأنشطة والأمن الفكري
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
الأنشطة والأمن الفكريمن المعلوم أن للأنشطة الطلابية غير المنهجية أثراً كبيراً في تحسين سلوك الطلاب، وتنمية مهاراتهم،وتفجير طاقاتهم، واكتشاف مواهبهم، ونشر إبداعهم، وتدريبهم على الانضباط، واحترام الأنظمة،و العمل الجماعي،وحسن التواصل مع الناس، وخدمتهم، وغير ذلك.
ولا نبالغ إذا قلنا إن أثر الأنشطة على بعض الطلاب والطالبات أكبرُ من أثر المحاضرات العلمية المتخصصة التي يتلقاها على مقاعد الدراسة، وذلك لأسباب منها:
1- قد تكون ميول الطالب بعيدةً عن التخصص العلمي الذي التحق به، فتكون الأنشطة مكاناً خصبا لمزاولة الأعمال التي تتوافق مع ميوله الداخلية، بالإضافة إلى أن الطالب يمارس النشاط بمحض رغبته، بخلاف الساعات الدراسية؛ فإنه قد يأتي إليها لمجرد إثبات الحضور.
2- أحياناً يكون عند الطالب بعض العوائق التي تحول بينه وبين الإفادة من تخصصه وإمكاناته العلمية وتفعيلها في حياته، كأن يكون عنده رهبة من مقابلة الجمهور، أو تردد في نشر الإبداع، فتكون هذه الأنشطة من أهم العوامل المخلصة له من أسر تلك العوائق.
3- أن القصور في الجوانب العلمية يمكن استدراكه قبل التخرج وبعده، أما أن المواهب والمهارات فإنها إذا لم تحتضن وترعى عند ولادتها فإنها قد تضعف ثم تموت.
دعونا الآن نعود إلى عنوان المقال.
الأمن الفكري: مطلب من أهم المطالب، وركيزة من أقوى الركائز، ونعمة من أجل النعم، لاينعم الإفراد والمجتمعات بدون تحقيقها، ولا يطمئنون في حال زوالها، ولذلك وجب على الجميع حفظها، وتحصيل أسباب بقائها.
وحينما وقعت الأحداث المؤلمة الدامية في هذه البلاد المباركة ذهب الناس في تحليلها، وسبر أسبابها مذاهب شتى، وللأسف فإن هناك من اتهم الأنشطة الطلابية في المدارس والجامعات بأنها منبع للفكر المنحرف، وسبب لرواجه، وهذه تهمة باطلة مردودة؛ فقد أثبتت الدراسات أن الأنشطة الطلابية بفروعها ولا سيما الثقافية سبب كبير لتحصين الشباب من الأفكار الدخيلة، والآراء المنحرفة، ولذلك لم يلتفت ولاة الأمر - حفظهم الله - لهذه الفرية، بل استمروا في دعمهم لهذه الأنشطة التي تقام في العام الدراسي، وفي الإجازة الصيفية.
ولا يخفى على الجميع أن مرحلة الشباب، هي مرحلة الفتوة والحماس، وثوران الغرائز، وحب المغامرة والتحدي، وهذه الدوافع لا ينبغي ولا يمكن أن تكتم وتصادر، بل الواجب أن تهذَّب، وتوجَّه الوجهة السليمة على يد معلمين ومُرَبين أكفا، وإلا انحرفت، وجرفتها فتن الشبهات والشهوات، ولا شك أن الأنشطة الطلابية بفروعها من أفضل الميادين التي تهذَّب فيها الطاقات وتستثمر.
وفي الختام أوصي المسؤولين في الجامعة بزيادة الاهتمام بالأنشطة الطلابية بأنواعها، وتوفير المقومات المالية والبشرية اللازمة لها.
كما أوصي إخواني الطلاب بالمشاركة الفاعلة فيها، والاستفادة من البرامج المتنوعة التي تقيمها إدارات النشاط في كل كلية.
وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد.