من كلمات التفاؤل واﻷمل في القرآن الكريم
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
خواطر قرآنية (4)من كلمات التفاؤل واﻷمل في القرآن الكريم
1- من الكلمات الجميلة في القرآن:
"عسى، ولعل": فهي تبعث في النفس التفاؤلَ والاطمئنان، وتزرع فيها اﻷمل في حياة أفضل.
وكلمة "عسى" ذُكِرت في قوله تعالى: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 52].
وكلمة: "لعل" ذُكِرت في قوله تعالى: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].
2- كلمات قرآنية تبعث على التفاؤل واﻷمل:
قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ
تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ
وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ﴾
[آل عمران: 26] هذه خمس صفات.
ومن يملك هذه الصفات الكاملة، فهو جديرٌ بأن ندعوه، ونخاطبه بقولنا: ﴿ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾ [آل عمران: 26].
وهي كلمةٌ غايةٌ في البشارة والتفاؤل، وتحقيق المطلوب؛ لأن مَن بيده الخيرُ هو على كل شيء قدير.
3- أعظمُ شيء تفوَّق فيه المسلمون على غيرهم هو: اﻹيمان واليقين...؛ ولهذا منَّ الله به على المسلمين عندما قال:
﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17].
4- قوله تعالى: ﴿ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴾ [المرسلات: 12 - 14]: يا من يرتعُ في مهاوي الظلم، استعدَّ لتنالَ جزاءك في يوم الفصل؛ فهناك الموعد، ألم تسمَعْ قول الحق سبحانه:
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [النبأ: 17]، ويوم الفصل هذا بلسمٌ لجراح كلِّ مظلوم في اﻷرض!
5- من طرق الفلاح: قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا
وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [آل عمران: 200]، هذه أربعُ صفات، إذا اتَّصف بها العبد أفلح، ألم يَقُل تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]؟
6- اﻵيات العشر اﻷولى من سورة العنكبوت تتحدَّث عن الفتن، وأن الحكمةَ منها تمييز الصادق من الكاذب، قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 2]، وذِكرُها في هذه السورة إشارة واضحة إلى أنها واهيةٌ مهما بدَتْ للناس أنها محبوكةٌ ومعقَّدة، وأن القائمين عليها ضعفاء وإن ظهروا بمظهرِ القوة، وأن مثلَهم كمثل بيت العنكبوت؛ قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 41].
وكأن الحقَّ سبحانه يعلِّمنا الثَّبات على الحقِّ أمام أعاصير الفتن مهما اشتدَّتْ، وأنها إلى زوال مهما بدَتْ أنها طويلة.
7- من أهمِّ المبادئ في التعامل مع كتاب الله تعالى: التعظيم الذي يليقُ بقدسيَّته، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، وقد عدَّ اﻹمام الدهلوي تعظيمَ القرآن من أهم المقاصد الكلية للتشريعِ.
8- قال تعالى: ﴿ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُم ﴾ [الروم: 22]:
جعل الله كلَّ فرد من الناس مختلفًا عن اﻵخر في صورته ومواهبه، وزمانه ومكانه، فهو نسخةٌ جديدة، بنكهةٍ خاصة، وطعم متميز، وتزداد حسنًا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
9- قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]:
حبُّ الله سبحانه شفاء من العلل واﻷوهام..
وسلوةٌ اﻷحزان..لا سيما في هذه اﻷزمان..
يكفيك أنك تشاهد في النهار آثارَه..
وفي الليل تشهد بين يديه أنوارَه..
10- قوله تعالى: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]:
ما رأيت صفةً يتجمَّل بها اﻹنسان أجمل من العفو عن أخطاء الناس في حقِّه!
ومن يتَّصف بها يكون من أحباب الله سبحانه.