أحْييِ موات قلبك.. ولا تيأس من رَوح الله! - أبو فهر المسلم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
في مُعاتبة الله تعالى للمؤمنين: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16].فبَعد أن عاتَبَهم على صدأ القلوب ، وعدم خشوعها وانكسارها ولِينها، وما آل إليه حالُها من القسوة والجمود والصلابة والمَوت..
قال بعدها مُبشِّرًا: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد:17]!
وقد تساءل غيرُ واحدِ من السلف والمُفسّرين عن النُكتة والمناسبة؛ في إتيانه تعالى بالحديث عن الأرض المَيتة وإحيائها بعد ذِكر القلوب وقسوتها وعدم حياتها؟!
فقال غيرُ واحدٍ من المُفسّرين: إن في هذا أعظم بشارةٍ لكل من قسا قلبه ومات بأن حياتَه مُمكِنةٌ قابِلة!
وكأن الله أراد أن يقول: يا مَن قسَت قلوبُكم بعد لِينها، وماتَت بعد حياتها، اعلموا أن الذي أحيا الأرضَ بعد موتها قادرٌ أن يُحيي قلوبَكم المَيتةَ كذلك!
فاللَّهم أحْيِ قلوبنَا، وجدّد الإيمان َ فيها، ولا تحرمنا رضاكَ وتقواك!