إشكال ودفعه عن رفع الأعمال - أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
سألتني زوجتي -وفقها الله-: "إذا كان رفع الأعمال يوميًا لحديث «يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل اليوم» (صحيح ابن ماجة:162)، فكيف نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم عن شعبان «وهو شهر ترفع فيه الأعمال» (حسنه الألباني في صحيح النسائي:2356)، ألا يكفي الرفع اليومي عن الرفع السنوي؟".والجواب هو ما أجاب به الإمام السندي رحمه الله في حاشيته على سنن النسائي:
"فإن قيل ما معنى قوله عليه الصلاة والسلام وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين مع أنه ثبت في الصحيحين أن الله تعالى: «يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل» قلت: يحتمل أمران:
أحدهما: أن أعمال العباد تعرض على الله تعالى كل يوم ثم تعرض عليه أعمال الجمعة ، في كل اثنين وخميس ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان، فتعرض عرضًا بعد عرض ولكل عرض حِكمة يطلع عليها من يشاء من خلقه، أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية..
ثانيهما: أن المراد أنها تعرض في اليوم تفصيلاً ثم في الجمعة جملة أو بالعكس".
قلت:
رحم الله الإمام السندي وطيب ثراه فقد أزال إشكالاً يوقع في حيرة واضطراب.
والرفع منه اليومي لحديث: «يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار»، والرفع الأسبوعي ويكون يوم الخميس ولما سئل عن صيام يوم الخميس فقال: «إنَّ الأعمالَ تُرفَعُ يومَ الاثنيْنِ والخميس، فأُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عمَلِي وأنا صائِمٌ» (صحيح الجامع:1583)، والرفع السنوي ويكون في شعبان ولكل رفع حكمة.