أرشيف المقالات

تشويه التاريخ! - عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

مدة قراءة المادة : دقيقتان .

 
يمارس بعض الكتاب سوءة مقيتة نحو تاريخه وماضي أمَّته، فتراه يشوه صورة الإسلام وتاريخ المسلمين، فينسب إليهم ما ليس فيهم، ويستخرج من بين دفتي التاريخ ما يسيء إلى المسلمين، ويطعن في ماضيهم المشرق، ويقدح في تألقهم المتدفق.
 وما عبَّر الإنسانُ عنْ فضلِ نفسه *** بمثل اعتقاد الفضلِ في كل فاضلِ
 وليس من الإنصافِ أنْ يدفعَ الفتى *** يَدَ النقصِ عنه بانتقاصِ الأفاضلِ
فيستل من كتب السير والأخبار والتراجم والآثار ما ليس بحق من الروايات الضعيفة، والقصص المختلقة، والمواقف الملفّقة، والأقوال المكذوبة، والأحداث المغلوطة، ما يشين ولا يزين، ويسيء ولا يضيء.
قد عميت عينه عن الأخبار العظيمة والمواقف الكريمة من تاريخنا العظيم، وجعل يستلُّ بقلمه الرديء من صفحات التاريخ ما يُسقط القمم، ويقدح في القدوات، ويطعن في البطولات، ويلمز في المآثر.
لا يعرف الروايات السقيمة من القويمة، ولا القصص الصحيحة من الخاطئة، ولا المواقف المكذوبة من الصادقة، فيجرِّح ويُعدِّل، ويُفسِّق ويُضلِّل، ويقترح ويعدِّل، ويُفسِّر ويُؤوّل، وهو لا يدري على من يتجرأ، ولا يشعر بداهيته التي أوقع نفسه فيها وهاويته التي تردى إليها، فتعسًا لمن سيأتي يوم القيامة عدوًّا للعِظام وخصيمًا للكبار ومن لا يساوي عند أحدهم شراك نعله!
وإنِّي من القوم الذين عرفتهم *** إذا مات منهم سيِّدٌ قام صاحبه
نجومُ سماءٍ كلما غار كوكبٌ *** بدا كوكبٌ تأوي إليه كواكبه
 
(ملحوظة: يراجع كتابي: (أقلام تقطر سمًّا))

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢