داء الأمة! - محمد سلامة الغنيمي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
أعوذ بالله من التعلق بالدنياتذهب الفطنة
تعطل الفهم
تمحق البركة
تورث النقمة
فكم بلاء كالبته بنو إسرائيل، وكم من محنة عاشوها، لكنهم كانوا مخدرين بسكارها، فساقتهم الى العصيان والمكابرة والعناد.
يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام: «فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم».
وها هى أمتها تمر فى هذه الحقبة بما مرت به وتمر بنوا اسرائيل، لتعلقها بالدنيا وانشغالها بها فأصيبت بداء الوهن وتكالبت عليها الأمم.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَتَدَاعَى عَلَيْكُمْ؛ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: "ومِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟" قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ، ولَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهَنَ»، فَقَالَ قَائِلٌ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الوَهَنُ؟"، قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ».