أرشيف المقالات

الرد على شبهات حول تفطير الصائمين

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الرد على شبهات حول تفطير الصائمين


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد وردتني رسالة تسأل عن رأيي في الرسائل التي تقلل من شأن سُنة التفطير، بحجج واهية مثل أن الأَولى صرفُ مبالغ التفطير للمحتاجين المتعففين، ومثل الاحتجاج بأنه يأكل من هذه السفر كفار، فرددتُ على السائل بالآتي:
أولًا: التفطير سنة نبوية يترتَّب عليها أجرٌ عظيم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من فطَّر صائمًا، فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيءٌ)؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.


لذا لا تصلح هذه الرسائل للنشر أبدًا؛ لأن فيها المحاذير التالية:
المحذور الأول: تهوين سُنة نبوية، والتقليل من شأنها باجتهادات بشرية خاطئة ناقصة.
المحذور الثاني: تثبيط الناس عن عمل الخير.


الصحيح أن يقال: ينبغي للقادر الجمع بين الأمرين: التفطير، ومساعدة المحتاجين المتعففين.

أما دعاوى أن التفطير تصدُّق على الكفار الهندوسيين والبوذيين، فهذا تحامُل وتهويل لحالات شاذة وقليلة جدًّا، ثم إن هؤلاء الكفار قد يهتدون بسبب ذلك، وقد حدثني مؤذن مسجد أنه أفطر معهم كفارٌ، ثم أسلموا وأسلمت أُسرهم.

وعلى فرض وجود أعداد قليلة من الكفار مع المفطرين، فلا ننسى قوله صلى الله عليه وسلم: (في كل كبدٍ رَطبة أجرٌ)؛ رواه البخاري، وأنهم قد يهتدون بسبب ذلك، كما حصل سابقًا.

ولا نُنكر وجود أخطاء من بعض المحسنين المجتهدين؛ مثل: الإسراف، ورمي بقايا الأكل في سلة القمامة، ومثل ضَعف عناية البعض بنظافة مكان الإفطار، خاصة إذا كان داخل المسجد، لكن الأَولى للمعترضين على التفطير أن يطالبوا بتلافي هذه السلبيات، لا بإلغاء التفطير نهائيًّا، وحرمان الناس من الخير.

حفِظكم الله، وبلَّغكم شهر رمضان، وتقبَّله منكم.

شارك الخبر

المرئيات-١