على نفس خطى من سبقهم - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
سبحان الله : محاربوا الإسلام اليوم على نفس خطى من سبقهم من أهل الزيغ والضلال .
قال تعالى :
{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} .
[آل عمران 7]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
{فأما الذين في قلوبهم زيغ } أي : ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل {فيتبعون ما تشابه منه } أي : إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة ، وينزلوه عليها ، لاحتمال لفظه لما يصرفونه ، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه ، لأنه دامغ لهم وحجة عليهم ، ولهذا قال : { ابتغاء الفتنة } أي : الإضلال لأتباعهم ، إيهاما لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن ، وهذا حجة عليهم لا لهم ، كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم ، وتركوا الاحتجاج بقوله تعالى {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه } [ الزخرف : 59 ] وبقوله : {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } [ آل عمران : 59 ] وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله ، وعبد ورسول من رسل الله .