أرشيف المقالات

فقهيات وأحكام (3) - أبو فهر المسلم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
دُرَّة علميّة..
لكلّ من أفتَى وعلَّم، وبلَّغ عن اللهِ ورسولِه!

قال ابن القيّم رحمه الله:
"يَنبغي للمُفتي، أن يُفتي بلفظ النصّ مهما أمكنه، فإنه يتضمن الحُكمَ والدليلَ، مع البيان التام، فهو حُكمٌ مضمونٌ له الصواب، مُتضمنٌ للدليل عليه، في أحسن بيان..! وقد كان الصحابة ، والتابعون، والأئمة الذين سلكوا على منهاجهم يتحرّون ذلك غاية التحرّي، حتى خَلفت من بعدهم خُلوفٌ، رَغبوا عن النصوص، واشتقّوا لهم ألفاظًا غير ألفاظ النصوص، فأوجب ذلك هجرَ النصوص..!

فتولّد من هُجران ألفاظ النصوص والإقبال على الحادثة، وتعليق الأحكام بها على الأمة من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، فألفاظ النصوص عصمةٌ وحُجّة بريئة، من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب! ولمَّا كانت هي عصمةُ عهدة الصحابة وأصولهم، التي إليها يرجعون؛ كانت علومُهم أصحّ من علوم مَن بعدهم، وخطؤهم فيما اختلفوا فيه أقلّ من خطأ مَن بعدهم! ثم التابعون بالنسبة إلى مَن بعدهم؛ كذلك، وهلُمّ جرّا!

ولما استحكم هُجران النصوص، عند أكثر أهل الأهواء والبدع؛ كانت علومهم في مسائلهم وأدلتهم؛ في غاية الفساد والاضطراب والتناقض" (انظر: إعلام المُوقعين).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢