الإخلاص في البكاء
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
الإخلاص في البكاءأيوب السختياني- رحمه الله-:
كان إذا وعظ فَرقَّ، فَرَقَ- أي خاف - من الرياء، فيمسح وجهه ويقول: ما أشد الزكام؛ (المدهش: 414).
يقول الحسن البصري - رحمه الله -: إن الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته فيردُّها، فإذا خشي أن تسبقه قام؛ (الزهد للإمام أحمد ص 262).
ويقول محمد بن واسع - رحمه الله -: أدركت رجالًا كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بلَّ ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت رجالًا يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جانبه؛ (حلية الأولياء: 2 /347).
عبدالله بن المبارك - رحمه الله -:يقول القاسم بن محمد: "كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيرًا ما كان يخطر ببالي، فأقول في نفسي: بأي شيء فُضَّل هذا الرجل علينا حتى اشتَهر في الناس هذه الشهرة؟ إن كان يصلي إنَّا نصلي، وإن كان يصوم إنَّا لنصوم، وإن كان يغزو فإنَّا لنغزو، وإن كان يحج إنَّا لنحج؛ قال: فكنا في بعض مسيرتنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت؛ إذ طفئ السراج، فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج يستصبح، فمكث هُنيهة، ثم جاء بالسراج، فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع، فقلت في نفسي: بهذه الخشية فُضِّل هذا الرجل علينا، ولعله حين فقد السراج فصار إلى ظُلمة ذكر القيامة"؛ (صفة الصفوة: 4 /121).
محمد بن أسلم الطوسي - رحمه الله -:
يقول عنه خادمه أبو عبدالله: كان محمد بن أسلم يدخل بيتًا ويغلق بابه، ويدخل معه كوزًا من ماء، فلم أدر ما يصنع، حتى سمعت ابنًا صغيرًا له يبكي بكاءه، فنهته أمُّه، فقلت لها: ما هذا؟ قالت: إن أبا الحسن يدخل هذا البيت، فيقرأ ويبكي، فيسمعه الصبي، فيحاكيه، وكان إذا أراد أن يخرج، غسل وجهه، واكتحل، فلا يرى عليه أثر البكاء؛ (حلية الأولياء: 9 /243).
رحمة الله عليه: لَما أصلح سرَّه بينه وبين ربه، انظر حاله عند موته، فقد صلَّى عليه عند موته ألف ألف من الناس، وقال بعضهم ألف ألف ومائة ألف من الناس.