أرشيف المقالات

حمية الجاهلية - كيف ندعو الناس - محمد قطب إبراهيم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
وكان من مقتضيات لا إله إلا الله في ذلك الحين، وفي كل حين، مجموعة من الفضائل الخلقية العالية، كان بعضها موجودا في البيئة العربية ولكن الجاهلية كانت قد أفسدته فحرفته عن مساره السوي.
كالشجاعة التي كانت الجاهلية قد حمية جاهلية، كما جاء في سورة الفتح {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية، حمية الجاهلية} [الفتح: 26].

والكرم الذي كانت الجاهلية قد حرفته عن مساره السوي، فأصبح إنفافا للمال رئاء الناس، كما جاء في سورة البقرة : {كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين} [البقرة: 264]، فلزم تصحيح مسارها، وردها إلى أصلها السوي في الفطرة، لكي تكون لله، وفي الله.
وبعضها لم يكن موجودا في الجاهلية العربية، ولا يمكن أن يوجد في أي جاهلية، كمنع التظالم بين الناس، وإقامة الحياة على القسط والعدل، لا على قانون الذئاب، واحترام الإنسان من حيث هو إنسان، بصرف النظر عن جنسه ولونه ولغته ووطنه ووضعه الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي، وهو أمر لا يمكن أن يتم إلا حين تتجرد النفس لله (1).

(1) تزعم الديمقراطية أنها هي أول من قرر هذه المبادئ وطبقها بالفعل، وأعطى (الآخر) حق الوجود وحق التعبير عن نفسه‍ والجواب على ذلك هو ما وقع في البوسنة والهرسك، وفي بلاد الشيشان ، وما يقع في الفلبين، وما يقع في كشمير، وما يقع في فلسطين ، وما يقع في كل مكان يكون فيه مسلمون تحت حكم اليهود والنصارى، مقابلا بما كان من القسط والعدل والتسامح من المسلمين لمن وقع تحت حكمهم من اليهود والنصارى‍.
 

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢