الهمة - رمضان فرصة للتغيير - محمد بن عبد الله الهبدان
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلاه الله تعالى بتعاطي الحرام، من خـمر ومخدرات، أو دخان ومسكرات، أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية، أو يوهنها، أو يقلل من شأنها، تلك العزيمة التي جعلته يمسك طوال ساعات النهار، فيهدم في ليله ما بناه في نهاره من قوة الإرادة التي صبر بسببها عن محبوباته ومألوفاته.
فما أحزمه لو استغل شهر الصيام كمدرسة يتدرب بها على هجر ما يكرهه هو، أو يكرهه الشارع، من مألوفاته التي اعتاد أكلها، أو شربها، أو مقاربتها.
تالله ما أحزمه لو واصل هذه الحمية عن ذلك بالليل، كما عملها في النهار.
أخي الصائم: إني أشجع فيك إيمانك العظيم، ويقينك بالله تعالى.
فمن الذي جعلك تمتنع عن تعاطي هذه السموم في وقت الصيام إلا خوفك من الجبار، ومراقبتك للواحد القهار.
وإلا فمَنْ مِنَ الناس يعلم أنك صائم أو لا؟!! ولكن شعورك بنظر الله إليك، ومراقبته لك، صرفك عن تعاطي الحرام في وقت الصيام.
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلـوت ولكن قل عليّ رقيب
وإني أتساءل بصدق ..
الإرادة التي استطاعت أن تصوم لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، أتعجز عن مواصلة مسيرتها الإصلاحية ؟!! والعزيمة التي صمدت عن تعاطي هذا البلاء، لهذه الفترة الطويلة أثناء النهار، أتنهار في آخر لحظات الإسفار، وإرخاء الليل الستار؟!!
أين الهمة التي لا تقف أمامها الجبال الشامخات؟ وأين العزيمة التي لا تصدها العاتيات!! استعن بالله تعالى على ترك هذا البلاء، فالنصر صبر ساعة، والفرج قريب، وإن الله مع الصابرين.