هلك المتنطّعون - خالد غريب
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
مصطلحات ليس لها معايير ولا مقاييس ولا معاني محددة، يكفي إلصاقها بأي شخص أو جماعة، كمبرر لاستباحة دماءها وتصنيفها على قوائم الإرهاب (تكفيريون، إرهابيون، متشددون، متطرفون، أصوليون، رجعيون، جهاديون، متخلفون، متأسلمون، إسلاميون، متعصبون، موتورون، وهابيون..).وهي مصطلحات وضعت بعناية فائقة، وتتميز بمرونة كافية لتطويع أي فكر أو منهج لإدخاله تحت غطاءها، دون عرضه على قواعد، مفاهيم أو معايير ضابطة ولا حتى محاولة استحضار أصل المصطلح، بل الذي يحدث هو الحكم فيما بعد وضع المصطلح.
وقد وضعت تلك المصطلحات المعجزة أثناء تدشين فكرة (الإسلاموفوبيا) بعد الحرب الباردة بين أمريكا والسوفييت، التي كانت لمقاومة المد الشيوعي آنذاك..، تم الالتفات إلى المد الإسلامي بعدها مباشرة، وبنفس مجاميع العمل العاملة سابقًا في الحرب الباردة حينها بدأوا بتدشين تلك المصطلحات كبداية لحرب الاستئصال ووقف المد الإسلامي.
عصر الإسلاموفوبيا..!
هذا أمر طبيعي وخصوصًا عندما يكون واضع تلك المصطلحات هم الغرب بقيادة أمريكية، يعلنون بكل وضوح عن أجنداتهم لوقف أي مد إسلامي، أما الغريب بل المذهل في الأمر أن نرى أشخاص كنا نعدهم من الأبرار يستخدمون نفس المصطلحات، في نفس الوقت المحدد لإبرازه ويركزوا على الكلام عن قضايا التكفير من الزوايا الشرعية، وكأنهم جزء لا يتجزء من منظومة الإسلاموفوبيا! في حين أنهم يعلنون انتماءهم إلى نفس التيار الذي يتم تشويهه بأيدييهم! بل بعضهم يصنف نفسه من العلماء ..
ولهؤلاء أقول: روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«..هلك المتنطّعون..»قالها ثلاثاً.