أرشيف المقالات

ليست حرب أهلية بالعراق بل مجازر للسنة - أمير سعيد

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .

جدلية اليوم الثائرة في الإعلام العربي والغربي هي حول مدى إمكانية استحالة أعمال العنف اليومية في العراق بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية إلى حرب أهلية أو حول ما إذا قد صارت الأوضاع إلى حالة الحرب الأهلية, إذ ما الفارق بين ما يجري الآن في العراق ـ بنظرهم ـ وأحداث الحرب الأهلية المتعارف عليها في تعريفات الإستراتيجية..
 
ومنذ أن فجرت عناصر تلبس أردية المغاوير في الداخلية العراقية التي جل عناصرها من الأقلية الشيعية ومنتسبي المليشيات الطائفية القبة الذهبية في سامراء والأنباء تطير تترى متحدثة عن "حرب أهلية" توشك أن تنفجر أو انفجرت بالفعل, وإذا ما وضعنا جردة حساب لهذه الحرب أمام أعيننا لصادفتنا حقيقة أن ما يحدث ليس إلا مجازر تحدث بحق طرف دون آخر في المعادلة الديموجرافية العراقية, ففي مقابل نحو مائتي مسجد للسنة تعرضوا لاعتداءات لا تكاد تتحدث الأنباء الواردة من العراق إلا عن عدد قليل جداً من الحسينيات التي تعرضت لاعتداءات, واليوم تنقل رويتر عن الشيخ عدنان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني وأكبر كتلة سنية في البرلمان العراقي قوله " إن أكثر من 1700 سني قضوا نحبهم هم في أحداث سفك الدماء الطائفية في العراق منذ تفجير مزار شيعي رئيسي قبل شهر".
  إذن نحو 1700 سني قضوا نحبهم منذ شهر عدا ما لم يتم رصده خارج المشرحة الرئيسية في بغداد في مقابل ماذا؟ في مقابل لا إحصاء رسمي عند الطرف الشيعي الذي يقضي معظم قتلاه في هجمات تتعرض لها قوات نظامية موالية للاحتلال..
إذن أركان المجزرة لا الحرب الأهلية تتساند لتقيم حجتها داعية إلى تفعيل الاحتجاج العربي والإسلامي على ما يحدث على الصعيد السني في العراق من دون أن يكون ذلك دعوة للاحتراب الداخلي فيه, لأن وقف المجازر واجب إسلامي وعربي كان قميناً بأن يطرح على جدول القمة العربية التي انعقدت ومضت من دون أن تصنع شيئاً للملمة الجروح العربية النازفة.
  1/3/1427 هـ

شارك الخبر

المرئيات-١