سائق تاكسي لكنه داعية ومؤثر
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
سائق تاكسي لكنه داعية ومؤثرفي إحدى ليالي رمضان المباركة ركبنا سيارة أجرة (تاكسي) لتنقُلنا من الفندق إلى المسجد الحرام، كان السائق رجلاً كبير السن، ذا لحية بيضاء، نحيف الجسم؛ لكنه مُفعَم بالحيوية والنشاط يَشعّ من وجهه نورٌ ربّاني، وتَنطلِق من فمه كلمات مُخلِصة ومؤثِّرة، تدخل القلب، وتؤثِّر في الوِجدان، وتُحرِّك مشاعر الإيمان، سألَنا عن بلدنا، فأجبناه بأننا شباب مُعتمِرون، من إقليم كردستان العراق، أكرمنا الله بالعمرة في رمضان، وجمعتنا الأخوَّة الإسلامية في أطهر بقاع الأرض.
سبحان الله! ما لبث أن دعا الله لأهل العراق المسلمين بأن يُفَرِّج الله عنهم، ثم قال: يا إخواني - وهو يضرب مقود السيارة مشيرًا بأصبع السبابة - ثقوا بالله؛ فموسى - عليه السلام - ضرب عرش فرعون بعصاه ثلاث مرات، فأهلكه الله - عز وجل - هو وجنوده وأعوانه كلهم.
في الضربة الأولى هزم السحر، وفي الثانية أخرج الماءَ من الحَجَر، وفي الثالثة أَهلَك فرعون في البحر.
يا له من كلام بليغ ووصْف دقيق وتصوير وتمثيل رائع!
والله لقد دخلتْ كلماته في عقلي فأيقنتُ بأن الله سينصر المؤمنين في كل مكان، فهو وحدَه الناصر والمعين، ذاك هو الشيخ (سائق التاكسي) الداعية والمؤثِّر، أثَّر فينا نحن الشباب، أثر فينا بحسن كلامه وبلاغته ورقّة كلماته، فما لكم أيها الدعاة؟! ألا تجعلون منه مثالاً لترتقوا في دعوة الناس، وتُخاطِبوهم على قَدْر عقولهم بأسلوب مناسب، ولكم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير قدوة؛ فتعلَّموا أساليبه، واقرؤوا سيرته، وطبِّقوا منهجَه لتنالوا القَبُول إن شاء الله.