على هامش الدفاع عن الشرق الأوسط
مدة
قراءة المادة :
15 دقائق
.
2 - الصراع العقائدي وعلاقته بفكرة الدفاع عن الشرق
الأوسط
للدكتور عمر حليق
هل لروسيا مطامع استعمارية
لعل أولى ما يجب أن نتساءل عنه ونحن في صدد الحديث عن الدفاع عن الشرق الأوسط ما إذا كان للاتحاد السوفيتي مطامع (استعمارية) توسعية في العالم الخارجي؛ أم أن الخوف من عدوان المعسكر الغربي هو الذي يدفع روسيا إلى احتلال بعض المناطق في شرق أوربا احتلالا مباشرا وقيام الحركة الشيوعية في الدول المجاورة كما حدث في الصين وتشيكوسلوفاكيا واليونان؟
هذا سؤال اختلف في تحديد الجواب الصائب عنه دراسات المعنيين بالشؤون الروسية والمعلقين السياسيين وأخصاء علم النفس الاجتماعي وتقارير البعثات الدبلوماسية الأجنبية المقيمة في موسكو.
- وكل هذه مواد استند إليها كاتب هذه السطور في هذا البحث.
فالمستر جورج كنان سفير أمريكا في موسكو حاليا وأحد كبار الخبراء الأمريكان في الشؤون الروسية يعتقد بأن ما لجأت إليه موسكو في عالم ما بعد الحرب من توسع شمل شرق أوربا وتسرب إلى الصين فاكتسحها وبنى له وكرا في فرنسا وإيطاليا وغيرها - هذا التوسع ما هو إلا مغامرة سياسية استنبطتها العقلية السوفيتية ورجال الحكم السوفييت في موسكو لخوفهم من أن يتركوا حدود الاتحاد السوفيتي معرضة لنفوذ الدول الرأسمالية التي يعتقد السوفييت بأنها لا بد من أن تشن على الاتحاد السوفيتي حربا تقوض النظام الشيوعي القائم في روسيا. ومن رأى هذا الخبير الأمريكي كذلك أن الشعب الروسي (على نقيض رجال الحكم السوفييت) لا يرغب في توسع إقليمي. ومن ثم اقترح المستر كنان على حكومته لكي تضع حدا لهذا التوسع السوفيتي بأن تنشئ قواعد عسكرية قوية على حدود البلاد السوفييتية وتعزز دعائم الاستقرار الموالية لأمريك في الدول المجاورة للاتحاد السوفييتي كتركيا واليونان، ومحاربة الأوكار الشيوعية القويمة في فرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول المعرضة لانتشار الشيوعية.
ثم كان مشروع مارشال لمعونة الدول الحليفة لأمريكا، ومن ثم تمت بسرعة فائقة إقامة القواعد العسكرية الأمريكية في شرقي الجزيرة العربية وفي مطار الملاحة في ليبيا والقواعد الهامة الأخرى في شمالي أفريقيا العربية؛ وبذلك يثبت الأمريكان لرجال الحكم السوفيتي بأنهم لن يهنوا أمام أي حركة توسعية سوفيتية جديدة وإنما يقاومونها بالسلاح (كما حدث في كوريا) لعل رجال الحكم في موسكو يعدلون عن مغامرتهم السياسية. ولما كان المستر كنان ومن يشاركه في الرأي من خبراء الشؤون الروسية في أمريكا وبريطانيا مؤمنين بأن الشعب الروسي لا يرغب في توسع إقليمي فقد اقترح السفير على حكومته بأن تخصص الأموال اللازمة لبث الدعاية في روسيا نفسها وفي المناطق الشيوعية الأخرى ضد رجال الحكم السوفييت في مغامرتهم التوسعية هذه.
وأخذت الحكومة الأمريكية بهذا الاقتراح وخصصت في الميزانية العسكرية الأمريكية لعام 1951 مبلغ100 مليون دولار لهذه الغاية.
وقد احتجت روسيا على هذا وعرضت الموضوع على الجمعية العامة لهيئة الأمم في دورة سنة 1951. والفريق الآخر من خبراء الشؤون الروسية في المعسكر الغربي يعتقدون بأن التوسع السوفييتي في أوربا الشرقية وفي الصين وفي سائر بقاع العالم ليس وليد العقلية السوفييتية فحسب؛ بل أنه وليد العقلية الروسية الشعبية الكامنة تحت الطبقة الماركسية الكثيفة التي تشبع بها صناع السياسة في موسكو.
وهذه العقلية الروسية هي الآن كما كانت في أزمنة التاريخ الروسي السابقة في عهود القياصرة والحكام التتر والمغوليين راغبة في التوسع الإقليمي خارج حدودها، لا لأنها تخاف العناصر المعادية لها في العالم الخارجي فحسب؛ بل لأن التوسع الإقليمي غريزة في العقل الروسي.
فهذا التوسع إذن من الخصائص الثقافية للخلق الروسي وليس وليد النظام الشيوعي السوفييتي القائم الآن في روسيا. ومن الطريف أن نستعرض التحليلات التي يستشهد بها أصحاب الرأي من خبراء الشؤون الروسية. الشخصية الروسية ويقول هؤلاء بأن الشخصية الروسية منطوية على نفسها عاطفية تتضارب فيها الأزمات الروحية وفيها نزعة إلى الجدل الغامض والرغبة في الراحة والطمأنينة التامة.
ومرجع ذلك إلى النكبات التي حلت بالشعب الروسي تحت سيطرة القياصرة (وقبلهم تجولند وجنكيزخان) وجبروتهم وعبوديتهم واسترقاقهم لأفراد الشعب الروسي.
فهذه النكبات قد أوجدت في الشخصية الروسية رغبة ملحة في الاستقرار والطمأنينة، وأولد فيها حبا عميقا للوطن الروسي، وأذكى في الروس قومية عنيفة لا تتوانى عن الموت في سبيل الدفاع عن الوطن وصيانة حدوده من أطماع الخصوم.
وهذه الرغبة في توطيد الاستقرار والطمأنينة والدفاع عن الوطن الروسي تتطور في حالات معينة بتأثير الأحداث السياسية فتميل إلى التوسع على حدود الوطن الروسي كوسيلة لضمانته وحراسته.
ومن الصعب على العقلية التي من هذا القبيل أن تحدد المدى الجغرافي الذي ينته عنده توسعها الإقليمي خارج الوطن الروسي.
وأصحاب هذا الرأي من خبراء الثقافة والتاريخ وعلم النفس الاجتماعي يعتقدون بأن الفلاح الروسي واسع الخيال - وخياله مستمد من هذه السهول الشاسعة الواسعة التي تهيمن على جزء كبير من الوطن الروسي - من حدود فنلده إلى مياه بحر الصين - سهولا لا نهاية لها يتصور العقل الروسي أن في نهايتها أسرارا رهيبة، فمن السهول الآسيوية - خففت جحافل التتر والمغول، ومن السهول الأوربية شن نابليون وهتلر غزواتهما.
وكم شط الخيال بالشخصية الروسية فدفعها إلى الرغبة الملحة في سبر غور هذه المجاهل البعيدة واكتشاف أسرارها؛ ولكن طبيعة المعاش وقساوة المقادير وصعوبة المواصلات لم تحقق لمعظم الحالات للشخصية الروسية هذا الحلم.
فإذا عادت إلى الحياة الواقعية ثارت على هذه الأسرار ثورة الناقم؛ فإذا ناداها منادي ضد هذه الأسرار الغامضة - ضد هؤلاء الأعداء الذين يكمنون وراء الأفق البعيد ويضمرون للوطن الروسي شرا - لبت الشخصية الروسية النداء في حماس مندفع تشهد له بطولة الجندي الروسي في ميادين القتال. والأدب الروسي ملئ بوصف هذه السهول والأسرار الغامضة الرهيبة التي تكمن في أفقها البعيد، ففي إنتاج (ترجنييف) الأدبي مادة غريزة عن هذا وأوصاف متعددة له. كتب (ترجنييف) إلى مدام فيادون في عام 1850 يقول: (دعى روسيا بسهولها المترامية الأطراف الهادئة الساكنة الصامتة صموت أبي الهول تنتظره فإنها ستبتلعني فيما بعد.
وإني لأرى نظراتها القاسية العميقة تحذق بي في حدة كما لو كانت عيونها من الصخر الأصم). والواقع أن هذه العيون القاسية التي تخيلها (ترجنييف) تحدث فيه في عمق وقساوة ليست إلا هذا الأفق البعيد الذي يهيمن على السهول الروسية الشاسعة التي لا نهاية لها - نهاية غامضة محاطة بالأسرار لم تقو الشخصية الروسية ممثلة في الفلاح ورجل الشارع أن تقهرها، ولذلك تولدت في هذه الشخصية خصائص اندفاعية قاسية تستميت في الصراع (العسكري والسياسي) لتفرج عن الشخصية الروسية هذه الأزمنة النفسية التي تنتابها بين حين وآخر من الحوادث والملمات.
ومن هنا يفسر علماء النفس الاجتماعي تقبل العقلية الروسية للمبدأ الفوضوي (النهلستي) فهذه الكلمة من اشتقاق المفكر الروسي المعروف نيقولاي شرنيشيفسكي الذي وصف للشعب الروسي في كتابه (ما الذي يجب عمله (فردوسا) (فوضويا) تنعدم فيه المسؤولية ويسود الرخاء والحرية التامة، فلا يشتغل فيه أمرؤ إلا بمحض مشيئته، وينعم فيه الفلاح براحة تامة يستطيع معها أن يسترخي مرتاحا وبجانبه قدح النبيذ ويداعبه النسيم الهادئ الرقيق فلا يعبأ بالأحداث الطارئة والقيود الثقيلة التي يتقيد بها المجتمع التقليدي للأفراد والجماعات.
وهذا الوصف كما ترى تعبير يلائم كثيرا مقومات الشخصية الروسية ورغبتها في الراحة والاستقرار والطمأنينة وتجنب النكبات التي حاقت بها من غزوات التتر والمغول إلى طغيان القياصرة ومذابح نابليون وهتلر. وحين تعتقد الشخصية الروسية بأن هذا الفردوس لا يتحقق إلا إذا أمن شر ما رواء هذا الستار البعيد الذي يحد أفق السهول الشاسعة تنفعل فيتولد فيها عند الحاجة جماح عنيف ورغبة ملحة في اختراق هذا الستار، ومن ثم فليس من حرج على الشخصية الروسية أن تتقبل فكرة التوسع سواء تحت قيادة القياصرة أم بزعامة ستالين. ولقد سبق الثورة الشيوعية التي استولت على الحكم في روسيا عام 1917 ميلاد الحركة النهلستية التي برزت قوية ذات بأس في عام 1870 والتي يعتقد بعض مؤرخي الحركة السوفييتية بأن البلشفيك قد تأثروا بها.
فقد اعترف لينين فيلسوف الشيوعية السوفييتية بدينه الفكري لبعض تعاليم (ناشايف) زعيم الحركة النهلستية التي من مبادئها التحلل من القيم الأخلاقية واعتناق مبدأ (الغاية تبرر الواسطة). وعلى ذلك فإن طابع الصراع المسلح والحروب الروسية (الداخلية والتوسعية) مليء بالعنف والتدمير الساحق.
والتاريخ الروسي يسجل مذابح أهلكت فيها الأنفس بالآلاف ودمرت بها قطاعات بأكملها.
فلا غرابة أن يقول الشاعر الروسي ألكسندر بلوك في عنفوان الصراع السوفييتي الدامي للسيطرة على الحكم في روسيا (إن ما نواجهه اليوم من مذابح ليس إلا صورة جديدة لمنظر قديم). وحين نمى إلى (إيقاف المخيف) إبان هجومه على (لنغوغرود) بأن هذه المدينة تتفاوض سرا مع أعدائه، لم ينتظر ليتحقق من صدق هذا التفاوض؛ بل أسرع فضرب ضربته القاسية فأهلك 60 ألف نسمة قتلا وحرقا وتنكيلا، ولما تبين له خطأ حسابه لم يعتذر ولم يساوم ضحيته، وتقبلت العقلية الروسية هذه الفظاعة على أنها أمر لا مفر منه وجزء من السلوك الروسي الذي لا يرحم في الملمات. وبمثل هذه السلبية تقبلت العقلية الروسية فضائع الخان التتري الذي زحف من شبه جزيرة القرم متعقبا (إيقاف المخيف) إلى موسكو فلم تسلم هذه المدينة القاسية إلا بعد أن أهلك الخان التتري نصف مليون من أهلها. وسلبية العقلية الروسية إزاء القساوة والعنف لا تقتصر على الصراع الداخلي والحروب الأهلية.
فالتاريخ يسجل على نابليون قساوة رهيبة في حملته الروسية، وعلى جحافل هتلر فظاعة أهلكت النسل في أوكرانيا وروسيا البيضاء، ومع ذلك فلم تجد العقلية الروسية وسلبيتها، ومع ذلك فلم تجد العقلية الروسية وسلبيتها إزاء الأحداث الدامية غرابة في أن تعود إلى مصادقة الألمان كما تدل على ذلك سياسة روسيا السوفييتية اليوم الداعية إلى الوحدة الألمانية.
وسبب ذلك أن طبيعة الروس كثيرا من المرونة والانتهازية تتلون حسب الحاجة فتتلاءم مع الظروف والمناسبات. وثمة أمر آخر يتصل بسلوك العقلية الروسية إزاء العالم الخارجي؛ فإذا كنت متفقا مع أصحاب الرأي القائل بأن العقلية الروسية مدفوعة في رغبتها بالتوسع واختراق الستار القائم في أطراف الأفق البعيد - مدفوعة بالخوف مما يكمن وراء هذا الستار من أعداء شداد - إذا كنت على وفاق مع أصحاب هذا الرأي فإنك لن تنتظر من العقلية الروسية (والسوفييتية أيضا) - وهي ما هي عليه من مقومات خلقية - أن نكتفي بالتحصن على حدودها الطبيعية وتقبل الالتزامات الدولية والمعاهدات القانونية مع العالم الخارجي على أنه ضمان لهذا التحصن. ويقول لك أصحاب هذا الرأي بأن من الصعب على العقلية الروسية أن تتحصن في حدودها الجغرافية وتترك العالم الخارجي وشأنه.
فالرغبة في التوسع ليست مدفوعة بنزعة استعمارية كامنة في العقل الروسي بقدر ما هي تلبية لشعور عميق بالخوف مما وراء الأفق.
فذكريات الحروب النابوليونية والهتلرية في روسيا الأوربية، وفظاعة الحروب المغولية اليابانية في روسيا الآسيوية لا تزال حية في التفكير الروسي شعبيا كان أم سوفييتيا. ومما لا ريب فيه أن استعداد روسيا السوفييتية اليوم عسكريا قد بلغ من القوة والمهارة بحيث يضمن الحدود الروسية الجغرافية إذا قيست الحروب بمقاييس الدفاع لا بمقاييس الهجوم.
وامتلاك روسيا للقنابل الذرية وتفوقها في السلاح الجوي والغواصات على خصومها في المعسكر الغربي لم يمنع عن العقلية الروسية (والسوفييتية) الخوف من هذا الخصم المخيف الذي يجثم وراء الأفق البعيد بقنابله الذرية يضرب بها موسكو والمدن الروسية فيعيد إلى الذاكرة تاريخ الغزوات النابوليونية والهتلرية والمغولية.
ومن الطريف أن الوفد الروسي في هيئة الأمم المتحدة يرفض باستمرار أن يبحث مشاريع خفض التسلح ومراقبة القنبلة الذرية قبل أن يأخذ وعدا قاطعا بتحطيم القنابل الذرية الموجودة حاليا لدى الدول الكبرى قبل الشروع في التفاوض على مشاريع خفض التسلح ومراقبة الإنتاج الذري؛ فهذا الإصرار مدفوع بهذه الخاصة - خاصة الخوف مما يكمن في الأفق البعيد - التي هي جزء من مقومات الخلق الروسي القومي. وثقة الروس في المعاهدات الدولية ثقة ضعيفة.
فالواقع أن جوهر الخلاف بين المعسكرين المتطاحنين السوفييتي وحلف الأطلنطي هو أزمة في الثقة، فلا الروس واثقون من أن خصومهم سيتقيدون بالمعاهدات الدولية فيحترمون حدود الوطن السوفييتي ومنطقة نفوذه، ولا الأمريكان واثقون من أن الحكومة السوفييتية تحترم المواثيق العالمية وتعكف عن التوسع الإقليمي والسياسي والفكري في آسيا وأوربا. ولعل الأمريكان صادقون حين يعرضون في هيئة الأمم المتحدة على الروس مشاريعهم لخفض التسلح ومراقبة القنابل الذرية وحل الخصومات السياسية بين الدول عن طريق المفاوضة السلمية واحترام الحدود الجغرافية والمواثيق الدولية وما يوفره القانون الدولي من معاول لصيانة السلم وإبعاد شر الحروب بواسطة الأمم المتحدة أو عن طريق المعاهدات الثنائية والمتعددة الأطراف، وذلك لأن الأمريكان قد عاشوا في عزلة عن العالم الخارجي طوال تاريخهم القصير فلم يسبق أن اعتدى عليهم عدو قاس كنابليون وهتلر وتيمورلنك.
فحروب الأمريكان كانت حروبا خارجية في ميادين تفصلها عن أمريكا قارات ومحيطات. ولكن من الصعب على العقلية الروسية والأوربية إجمالا أن تمد يدها إلى الخصوم بمثل هذا الصفاء، وأن تأخذ المعاهدات الدولية لصيانة السلم في طيبة قلب وثقة تامة.
فقد مر بالشعوب الأوربية (روسية وغير روسية) أحداث خرقت فيها العهود وأصيبت هذه الشعوب من جراء ذلك بالأحداث والويلات والكوارث. فلا غرابة إذن أن تلمس اتجاها ملحوظا بين دول أوربا الغربية في مخالفة الأمريكان في سياستهم نحو الاتحاد السوفييتي.
فحين قدمت موسكو في الآونة الأخيرة عروضا جديدة لحلفاء الغرب لتسوية المشكلة الألمانية وتفادي إحياء البأس العسكري الألماني.
وجدت هذه العروض الروسية صدى حسنا في أوربا الغربية بينما أصر الأمريكان على رفض هذه العروض الروسية.
فذكريات الحربيين العالميتين الأخيرتين والحروب الأوربية السابقة لا تزال تؤثر في عقلية الرجل الأوربي فتجعله أميل إلى مساومة الروس منه إلى الدخول معهم في حرب طاحنة.
أما الأمريكي فلا تزال في باطنه (انعزاليا) يعتقد بأنه مستطيع أن يربح أي حرب جديدة يشترك فيها دون أن يجعل الوطن الأمريكي ميدانا.
ومن ثم نستطيع أن نفسر حماس الأمريكان لإنشاء القواعد العسكرية في أوربا وآسيا وأفريقيا وبذل المال والجهد لتقوية الجيوش الأوربية الحليفة وتنظيم الدفاع عن الشرق الأوسط وإعادة البأس العسكري لليابان على احتساب أن اليابان خصم تقليدي للاتحاد السوفييتي. نيويورك للكلام بقية عمر حليق