أرشيف المقالات

طاغور وغاندي بين الشرق والغرب

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
2 - طاغور وغاندي بين الشرق والغرب للأستاذ عبد العزيز محمد الزكي إن آراء طاغور التي توحد بين الشرق والغرب، آراء مفكر مثالي، عاش بوجدانه يستلهمه الحكمة، ويستوحيه المعاني الإنسانية، فلم يتعثر بمفاسد الحياة الدولية، ولم يختبر سوء نية الحكومات الاستعمارية إلا عن بعد؛ فاستطاع أن يدرك ما في المدنية الغربية من مثالب، وما في عادات الهند القديمة من ضعف وأن يصور لنا أنموذجاً فكرياً خالياً من شوائب الماضي والحاضر ولكن هذا النموذج المثالي ينقصه الاتجاه التنفيذي والناحية الإلزامية، كما لم يضع وسائل عملية، يستعان بها في تحرير القرب من المادية والأثرة وحب السيطرة، ولم يسن أساليب جديدة، تخرج الهنود من عزلتهم، وتدمجهم في تيار الحياة الحديثة بخلاف غاندي الذي عرك الحياة السياسية، واحتك بخبث الحكومات الإنجليزية، فتكشف له خداعها وغدرها، وتبين له بجلاء أنها تهدد باسم الدفاع عن الحرية، وباسم الشرف والحق جميع الأنظمة الخلقية التي تحدد علاقات الأمم بعضها ببعض، وتلهي الشعوب الخاضعة لسيطرتها بالوعود الكاذبة، لتنال منها ما تريد.
فاتضح لغاندي أن الروابط الدولية لا تستند على أي أساس خلقي، وإنما تخضع للأهواء والمصالح، وتستند على الغش والخيانة.
وأن الدول الغربية لا تجعل للحياة إلا غرضاً واحداً، هو النفع المادي أو الإصلاح المادي أو الرقي المادي، ولا تعترف بالحياة الروحية أو بالقيم الإنسانية.
فاستعبدتها المادة لدرجة أنها لا تحجم عن ارتكاب ذي جريمة تتنافى وكرامة الإنسانية في سبيل الحصول على هذه المادة الحقيرة.
وأخذت تسترق الشعوب وتسلبها مواردها الطبيعية، وتتلف حيويتها وتفسد أخلاقها، حتى لا تنتبه للذي يسرقها. فأدرك غاندي بثاقب بصيرته أن مدنية الغرب ليست بالمدنية المثالية، ومن الجرم أن تعتمد عليها الهند في نهضتها، لأنها لن تفوز بمجد، إلا إذا رجعت إلى تراث حضاراتها القديمة وبعثته من جديد في صورة تلائم روح الهنود العصرية؛ ورفضت أن تأخذ من الغرب شيئاً؛ وعملت على أن تتخلص تدريجياً من كل ما شاع بين أبنائها من الغرب، لتتحرر نهائياً من تأثير حضارته المادية الضار بحياة الهنود.
فلم يدع غاندي إلى اتحاد الشرق والغرب، لأنه وجد الغرب يستعبد الشرق، ويستغل خيراته، ويستنزف أرزاق أهله.
ولم يثق في صدق نواياه في التعاون، لأن اصطدامه بالمستعمر البريطاني أظهر له عيوب الأخلاق الدول الغربية، وأراه الإنجليز الذين أخلص لهم الولاء حض شعبه على مساعدتهم أثناء الحرب العالمية الأولى، يحنثون في وعودهم المتنكرة، ويرفضون منح الهند استقلالها، ويكبلونها بأنظمة قاسية توطد سيادتهم عليها.
ولذلك لم يفكر غاندي في تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب كما فعل طاغور وإنما لبى نداء الوطن، وهب يخط للهنود خططاً عملية مستمدة من تقاليد الديانات الهندوكية، لمحاربة المستعمر المادي الأناني الطاغي حتى يتبين له أن مقدماته العقلية والفنية والخلقية، لا يمكنها أن تسحر روح الهند وتخدرها، ثم تغريها بمجاراة الحياة الغربية، فتتنازل على ما جبلت عليه من تعاليم وعادات، وتقبل أن تهدم كيانها الروحي من أجل محاكاة ما توصلت إليه المدنية الحديثة من رقي مادي، فيسهل على الغرب فرض نفوذه على شتى نواحي الحياة الهندية. فوقف غاندي كالصرح العتيد أمام الغرب، يحمي تراث الهند الروحي من الضياع والتلف، ويستنهض همم الهنود لمقاومة طغيان الإنجليز.
ولجأ إلى طرق فذة ناضجة في مناضلة الاستعمار في الهند، هداه إليها مزاجه الهندي السليم، وطبيعته الروحية الشرقية التي تعشق السلام والخير، وتولع بالتسامح والحب، وتكره العنف والقسوة.
فاستنجد بمقومات الروح الهندية الأصلية، واستغل كلف الهنود بالزهد والمجاهدة من أجل تخليص الروح من أدران الحياة، وإعدادها للتلاشي في روح الله الكبرى التي تشمل كل محتويات الكون.
وأخرجه من كهف الزاهد إلى ساحة الجهاد السياسي، وتقل مقدرة الهنود النادرة على تحمل الآلام الجسمية ومقاساة تعذيب النفس، من نطاق القوانين الدينية إلى نطاق التضحية الوطنية.
ولم يكلف ذلك غاندي كبير جهد، لأنه يعلم أن الزاهد الهندي تهود منذ القدم أن يحارب شهواته بأساليب سلبية هادئة، يقومها الحب والخير والسلام.
فكان يعتزل الحياة التي تشغل الإنسان بالأرض والمادة، وتلهيه عن الاتحاد بالله الذي يتحمل الزاهد في سبيل الفناء فيه كل ألوان العذاب النفسي والجسمي.
فاستنتج غاندي بعبقريته الروحية أن الهندي العادي في نضاله مع الإنجليز يمكنه أن يحاكي الزاهد القديم في محاربته الشهوات والأهواء وملاذ الحياة بوسائل سلبية سلمية قاسية.
وعزم على أن يعلم الهندي أن يقاوم المستعمر بسلاح سلبي سلمي، قد يعرضه للاضطهاد والتنكيل، ويتطلب منه إيماناً بالحق الذي يدافع عنه، وتضحيةً وعزماً وثباتاً في سبيل الفوز به.
وهذا السلاح يتفق مع المزاج الهندي الروحي، لأنه لا يخرج على التسامح والحب والسلام، ولا يعتمد على العنف أو القسوة، ولا حتى يثير العداوة والبغضاء في النفوس وإنما ينشد إزالة قوانين جائرة، أو تحقيق استقلال شعب مستعبد عن طريق معاناة الألم والمشقة، كما كان يعاني الزاهد قديماً مثل هذه الآلام في سبيل فناء ذاته في الله.
وبذلك استطاع غاندي أن يطلق الطاقات الروحية الكامنة في أعماق نفوس الشعب الهندي، ويفسح لها الطريق لتخوض مضمار الحياة السياسية، ويشهر في وجه الإنجليز سلاح (الستياجراها) أيْ سلاح (المقاومة السلبية) الذي ينقسم إلى قسمين أحدهما: العصيان المدني، والأخر: اللاتعاون. أما عن العصيان المدني: فهو نوع من الإضراب العام السلمي، يمتنع الشعب أثناءه من أداء أي عمل خلاف الصلاة والصوم.
ويستخدم كوسيلة لنيل حقوق مهضومة، أو لفوز باستقلال مسلوب، وكطريق لإلغاء مشاريع ظالمة أو لرفع ضرائب فادحة، مثل ضريبة الملح وقانون احتكار الإنجليز لصناعته.
وقد يكون هذا العصيان كذلك نوعاً من المعارضة الدستورية، تبدو في صورة رفض طاعة قانون من القوانين الجائرة وعدم تنفيذه أو الخروج عليه، مثل صناعة أحد الهنود للملح المحذور صناعته على أهلي الهند.
ويشترط غاندي في من يشترك في العصيان، أن يكون مالكا زمام نفسه مسيطراً على أهوائه، بحيث لا يضطر إلى أن يثير أي عنف أو يثيره أي عنف، حتى يخلو العصيان من الشغب، ويسير حسب الآداب المرعية، محافظاً على الأمن، محترماً للنظم المتبعة في البلاد.
ولكي يضمن غاندي سلمية العصيان، حرص على إعداد الشعب له تدريجياً، علماً منه بأن الشعب حديث العهد به وغير تام الأهبة له، وليس من الحكمة أن يطلب منه مثل هذا العصيان، قبل أن يألف نظمه وأساليبه، وقبل أن يملك أمره النفس.
فسن قواعد دقيقة لتنظيم حركات العصيان، وحصرها في ميادين يخصصها لهم غاندي، يشرف عليها منظمون مدربون على العصيان السلمي، وقادرون أن يمرنوا الشعب على تجنب العنف في عصيانهم وأن يحبطوا ما يمكن أن يحدثه الرعاع من شغب، قد يسبب اضطرابات وفتنا، تبيح النفوس، وتثير الفوضى، فتندلع نيران ثورية دموية، لا يعرف مدى نتائجها الوخيمة.
ولا يكفي اجتناب الشعب الشغب ليضمن حسن سير العصيان وهدوئه، بل يتطلب كذلك قدرة نفسية على تحمل كل ما يمكن أن يقع على الهندي من عذاب واضطهاد، نظير عصيانه هذا الذي لا يرضى عنه المستعمر، بل يغضبه.
وكذلك يجب ألا يبالي الهندي بما قد ينزل به من ألم، بأن إهانة المستعمر أو سبه، يجب عليه أن يتحمل ذلك بصبر وأناة، ولا يثور أو يقابل الإهانة بالإهانة والسب بالسب، ويسامحه.
وإن أرادت السلطات الحاكمة أن تقبض عليه وتدفع به إلى السجن، يجب أن يسلم نفسه من غير مقاومة، غير مهتم بما سوف يذوقه من تنكيل في الغد.
وإن جلد بوحشية، وركل بالأرجل، وصفع بالأكف، يجب أن يظل ثابتاً على سكينته غير آبه بما يقع عليه من ضروب القسوة المهينة.
وإن أرهب بالقتل، وهدد بالموت، يجب أن يتمسك برابطة اليأس، ولا يجزع من فقدان حياته، ويرحب بالتضحية بها في سبيل الغاية السامية، ولا يلجأ مطلقاً إلى العنف، بأن العفو أشرف من الانتقام فلا يجب أن يقابل عنف الخصم بالعنف وإنما يواجه بنور الحب الذي يسطع من إيمانه بحقه وتفانيه في الدفاع عنه، ويتبع من آلامه التي احتملها طواعية فإن عدم العنف لا يدل على ضعف أو خوف أو استسلام للمسيء وإنما يدل على رضاء النفس بالعذاب في سبيل الحق الوطني، ورغبتها في مقاومة المستعمر بقوة الروح للحصول على الاستقلال. وبالرغم من دقة هذا الاحتياطات، وجمال هذه التعليمات، فلم يخل عصيان من عنف، وذلك لأن الشرطة كانت كثيراً ما تتحرش بالشعب وتستفزه، وسريعاً ما تنقلب سلمية العصيان إلى همجية بربرية وفوضى بهيمية يطلق فيها الرصاص، وتراق الدماء، وتشعل الحرائق، وتنهب البيوت والمحال التجارية، وتتحطم المرافق العامة.
وكل هذا كان يؤلم غاندي ويغضبه أشد الغضب، وحاول أول الأمر أن يمهد للعصيان المدني السلمي الشامل بتمرين الهنود على اللاتعاون مع الإنجليز، ومقاطعتهم سياسياً واقتصادياً وثقافياً، حتى يدركوا كنه العصيان السلمي، ويتشربوا بمبادئه.
ولكنه وجد أن من العسير أن يتحقق عصيان بدون عنف، ولذلك فضل عليه اللاتعاون الذي لا يتخلله أي شغب أو اضطراب. واللاتعاون هو سلاح المقاومة السلبية الثاني، قصد به غاندي مقاطعة الغرب سياسياً واقتصادياً وثقافياً من ناحية، وتقوية روح الهنود المعنوية ورفع مستوى المعيشة وترقية الحياة العامة عن طريق استغلال مقدمات الهند القديمة لصالح البلاد من ناحية أخرى.
ولجأ إليه بعد أن بلغت حماسة الهنود الوطنية حد الانفجار، فأراد أن يخفف من شدة هذه الحماسة بحثهم على مقاطعة الإنجليز وعدم التعاون معهم، حتى لا ينقلب التذمر من سوء الحالة السياسية إلى ثورة دموية.
واستطاع غاندي بذلك أن يشغل حماسة قومه بضرب من المقاومة السلمية، ألهتهم عن اتباع أى أسلوب عنيف يكرهه، وأن يعطى في الوقت نفسه فرصة لمبادئه في المقاومة السلبية لتتسرب إلى نفوس الهنود، وتستقر في قلوبهم، فيألفون روح النضال السلمى، ويؤمنون بقوة اللاعنف، وقدرة الحب على رفع ظلم الإنجليز واستعبادهم للبلاد. وطلب غاندي من الهنود ألا يتعاونوا مع الإنجليز سياسياً وحربياً وقضائياً واقتصادياً وثقافياً.
يقصد من اللاتعاون السياسي أن يتناول كل فرد عن الألقاب والرتب الشرفية التي منحتها له الحكومة الإنجليزية، وأن يمتنع عن الاكتتاب في فروض الحكومة، وأن يتجنب التوظف في الوظائف الحكومية، وأن يقاطع مجالس الإصلاحات الدستورية، حتى يقطع الهنود أية علاقة تربطهم بالحكومة، فيشل دولاب العمل ويتحرج مركزها، وتضطر في النهاية إلى مهادنة الهنود وتلبية مطالبهم. كذلك يجب أن لا يتعاون الهنود والإنجليز حربياً، ويرفضون أي منصب عسكري، يكون مدعاة لتثبيت أركان الاستعمار في البلاد. أما عن عدم التعاون القضائى، فينبغى أن يمتنع جميع القضاة عن الاشتغال بالمحاكم الحكومية، وأن يتوقف رجال القانون عن المرافعة بها، وأن ينقل الفصل في الخصومات بين المحاكم الأميرية إلى التحكيم الأهلي.
ذلك لأن المحاكم في الهند آلة بيد السلطة البريطانية، تحاول أن توطد بها نفوذها في البلاد عن طريق إذكاء نار الشقاق بين الهنود، ونشر النزاع بين الطوائف وهى لا تعيش إلا على إيذاء الناس، بينما تجادل بلجاجة عند دفع الحقوق، وتسوف عند طلب الوفاء بالتعهدات.
فأصبح تعطيل المحاكم الحكومية أمراً ضرورياً لضمان توحيد كلمة الهند وتعاون أفرادها. وتتلخص المقاومة الاقتصادية في أن الهند بأجمعها، يجب أن تقاطع المنسوجات البريطانية، لأن الشركات الإنجليزية سيطرت على الحياة الاقتصادية في البلاد، وقضت على الصناعات الأهلية وامتصت موارد الثروة الهندية، فهي تسلب سنوياً قطن الهند، وتصدره لها بعد حين منسوجات، تفرض عليها شراءها بأثمان باهظة.
ولكي تحمى الهند اقتصادياتها من الإنجليز يجب أن تكفى نفسها بنفسها وتستغني عن خدمات الغرب، وتبادر إلى تنظيم مصانعها الأهلية، وتتخذ من الغزل اليدوي وسيلة لحل مشكلة الفقراء في الهند.
إن ثمانين في المائة من سكان الهند فلاحون، لا عمل لهم خلال أربعة شهور من السنة، وعشر الأهلين صناع جياع، بينما الطبقة الوسطى لا تجد كفايتها من الغذاء، وإنجلترا لاهية عن كل ذلك، لا تعمل على معالجة هذه الحالة بل تزيدها سوءاً، فإن المغزل اليدوي هو المنقذ الوحيد للهند من الفقر، فإنه يشغل هؤلاء العاطلين الجائعين ويوفر لهم ملابسهم، ويضمن لهم قوتهم اليومي بتكاليف بسيطة.
ولم يرض غاندي أن يدخل النظام الآتي في الهند، ويتلذذ منه وسيلة لحل مشكلة البطالة، لأنه لو يرد أن تصاب الهند بأمراض الغرب المادية، وحارب من مواطنيه من يحرض على إدخال النظام الآلي في الهند، حتى لا يسمح لأصحاب المال بتسخير فقراء الهنود في مصانعهم، التي تدر عليهم الربح الوفير، وخوفاً من أن يصبح قلب الهند من حديد يعبد الآلة التي تدير المصانع، وتجلب المال ذلك الوطن العظيم الذي يقدسه الغرب، بأن الآلة مطية فاحشة ووسيلة شيطانية تسترق الشعوب لحفنة من الناس يستعبدهم المال فيجب حماية الهند من شرها، وإبعاد خطرها عنها، حتى لا يزداد نفر الهنود على ما هو عليه. ولكي يشمل عدم التعاون والغرب كل شئ، دعا غاندي إلى مقاطعة الطلبة والمعلمين المدارس الأميرية، والجامعات الحكومية، التي في صيانة الإنجليز وقت مراقبتهم مثل جامعة عليكرة الإسلامية، وجامعة خلصا السيخية، وجامعة بنارس الهندوكية، لأنها تهمل دراسة الثقافات الهندية واللغات القومية وتلقن الطلبة ثقافات عقلية، ولغات أوربية، تفسد مشاعرهم الوطنية، وتتلف مزاجهم الشرقي، وتبعدهم عن ثقافتهم الأصلية فشب الهنود يفضلون ثقافات الهند، مع أنها غرست في نفوس ميولا غربية عنهم، وعلمتهم الجدل واللجاجة، وحرمتهم من التربية الخلقية والروحية، التي تصفى القلب، وتطهر النفس.
كما نشئوايتكلمون اللغة الإنجليزية، ويجهلون لغاتهم القومية، هذا فضلاً عن تجاهل المدارس الحكومية والجامعات الإنجليزية أهمية العمل اليدوي، وإغفال تدريسه في بلاد ثمانون في المائة من أهلها فلاحون وزراع، وعشرة في المائة منهم صياغ، وينشرون دراسات أدبية، لا تفيدهم في حياتهم، ولا تتفق ومصالحهم، ولا تساعدهم في أعمالهم.
ولذلك يرى غاندي أن تعتني شتى الهيئات التعليمية في البلاد، بتدريس جميع الثقافات الأسيوية التي دخلت الهند منذ القدم.
لأن ضرورة معرفتها للشخص المثقف لا يقل عن ضرورة معرفة الثقافات الغربية التي تسيطر على الحياة العلمية في الهند، وتحتكر الأسواق الثقافية، وتفضي على رغبة الهند في تعلم ثقافات الهند الأصلية، مع أنها أصلح لهم من أية ثقافة أخرى، لأنها تتفق وميولهم الفكرية، وتهتم بالتربية الروحية والتثقيف الأخلاقي، فوق أن دراستها يحيى العزة القومية، وينمى روح الهنود المعنوية، فينبغي أن يبحث مفكرو الهند عما في السنسكريتية والعربية والفارسية والبالية والماجدية من مخلفات علمية، لعل بحثها يهدى إلى كشف ثقافات جديدة مبتكرة، تستمد أصولها من هذه الثقافات التي دخلت الهند، وأثرت فيها، وتأثرت بها، وتشييد حضارة حديثة من مختلف الحضارات التي فعلت في الهند وانفعلت بروح الإقليم.
لتحرر العقلية الهندية من سيطرة الفكر الغربى، وتنقذ روح الهند من نفوذ الثقافة الغربية، وتظهر تفوق الهنود في الروحية، كما تهدى دراستها إلى أدراك أسرار السيادة الوطنية ومعرفة وسائل السؤدد القومي، التي تقودها إلى الحرية والاستقلال. (للكلمة بقية) عبد العزيز محمد الزكي مدرس الآداب بمدرسة صلاح الدين الأميرية بكفر الزيات

شارك الخبر

المرئيات-١