أرشيف المقالات

درر مختصرة من أقوال السلف رحمهم الله (6)

مدة قراءة المادة : 12 دقائق .
دُرَر مختصرة من أقوال السلف رحمهم الله (6)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فهذا الجزء السادس، من دُرَر مختصرة من أقوال السلف رحمهم الله، كل دُرَّة عبارة عن سطرٍ واحدٍ، أسأل الله الكريم أن ينفع بها.

عمرو بن قيس الملائي رحمه الله [ت 146هـ]:
الشاب على أول نشوئه.
الشاب...
إن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم، وإن مال إلى غيرهم كاد أن يعطب.
إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايأس منه.
كان إذا بلغه الحديث عن الرجل أتاه حتى يجلس بين يديه ويقول: علمني رحمك الله مما علمك الله.
 
هشام بن عروة بن الزبير رحمه الله [ت 146هـ]:
لم يعودني الله في الصدق إلا خيرًا.
 
ابن أبي ليلى رحمه الله [ت 148هـ]:
إحياء الحديث مذاكرتُه.
لا تجالس عدوَّك، فإنه يحفظ عليك سقطاتك، ويماريك في صوابك.
ما ماريتُ أخي أبدًا؛ لأن أرى إن ماريته؛ إما أن أكذبه، وإما أن أُغضبه.
 
سليمان بن مهران الأعمش رحمه الله [ت 148هـ]:
لولا العلم لكنت بقالًا.
جواب الأحمق السكوت عنه.
السكوت جواب، والتغافل يُطفئُ شرًّا كبيرًا.
إن أشرف أهل الجنة لمن ينظر إلى الله تبارك وتعالى غدوةً وعشيةً.
إن كنا نشهد الجنازة، فما ندري أيهم يُعَزَّى من حزن القوم.

جعفر بن محمد الصادق رحمه الله [ت 148هـ]:
لا تصحب الأحمق؛ فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
لا تصحب الجبان؛ فإنه يسلمك، ويفر عند الشدة.
لا تصحب الفاسق؛ فإنه يبيعك بأكلة أو أقل منها.
لا تصحب البخيل؛ فإنه يقطع بك أحوج ما تكون أحوج إليه.
لا تصحب الكذاب...
وهو مثل السراب يقرب منك البعيد، ويبعد منك القريب.

أثقل إخواني عليَّ من يتكلف لي، وأتحفظ منه، وأخفهم عليَّ من أكون معه كما أكون وحدي.
يا بني، من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته.
يا بني، من داخل السفهاء حُقِّر، ومن خالط العلماء وقر.
إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله.
إذا جاءك ما تكره، فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله.
لا زاد أفضل من التقوى.
لا داء أدوى من الكذب.
لا عدو أضَلَّ من الجهل.
لا شيء أحسن من الصمت.
إياكم والمزاح؛ فإنه يذهب بماء الوجه.
إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.
لا يتم المعروف إلا بثلاثة: بتعجليه، وتصغيره، وستره.
من سقطت كلفته دامت ألفته، ومن خفت مؤنته دامت مودته.
إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق.
سئل عن السفلة، قال: من لا يبالي ما قال، ولا ما قيل فيه.
قيل له: إنا ندعو الله، فلا نرى الإجابة، قال: لأنكم تدعون من لا تعرفون.
ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه، وشكرها بلسانه، فيبرح حتى يزداد.
من نقله الله من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال، وآنسه بلا أنس، وأعزَّه بلا عشيرة.
ما لك تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت، وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يدك الموت.

محمد بن شبرمة رحمه الله [ت 148هـ]:
إذا نزل به بلاء قال: سحابة ثم تنقشع.
 
محمد بن عجلان رحمه الله [ت 148هـ]:
من جعل الموت نصب عينيه لم يبالِ بضيق الدنيا ولا بسعتها.
الكلام أن تذكر الله، أو تقرأ القرآن، أو تُسأل عن علم، فتُخبر به، أو تتكلم فيما يعينك.
ثلاثة لا أقل منهن درهم: حلال تنفقه في حلال، وأخ في الله تسكن إليه، وأمين تستريح إلى الثقة به.
 
عبدالله بن يزيد بن هرمز رحمه الله [ت 148هـ]:
ينبغي للعالم أن يورث جلساءه من بعده: لا أدري.
 
أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله [ت 150هـ]:
من ظن أنه يستغني عن العلم فليبكِ على نفسه.
من طلب الرياسة بالعلم قبل أوانه لم يزل في ذلٍّ ما بقي.
إني لأستغفر لمن تعلمت منه علمًا، أو علمته علمًا.
إذا ارتشى القاضي فهو معزول وإن لم يعزل.
إن لم يكن أولياء الله في الدنيا والآخرة الفقهاء والعلماء فليس لله ولي.
جلست إلى حماد، فكنت أسمع مسائله، فاحفظ قوله، ثم يعيدها من الغد فاحفظها.
صحبت حماد ثماني عشرة سنةما صليت صلاة منذ مات إلا استغفرت له مع والدي.
قيل له: اتقِ الله فانتفض، وقال: جزاك الله خيرًا، ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا؟!
استطال عليه رجل، فقال له: يا زنديق، فقال له: غفر الله لك، هو يعلم مني خلاف ما تقول.
 
عبدالله بن عون رحمه الله [ت 150هـ]:
ذكرُ الناس داء، وذكرُ الله دواء.
ما ابتدع رجل بدعة إلا أخذ الله منه الحياء، وركب فيه الجفاء.
إذا غلب الهوى القلب، استحسن الرجل ما كان يستقبحه.
إن الرجل يكون مظلومًا، فلا يزال يقول حتى يكون ظالمًا.
كان لا يغضب، فإذا أغضبه الرجل قال: بارك الله فيك.
الفكرة تذهب الغفلة، وتُحدث للقلب الخشية، كما يحدث الماء للزرع النماء.

ابن جريج رحمه الله [ت 150هـ]:
اختلفت إلى عطاء ثماني عشرة سنة...
وجالست عمرو بن دينار بعد عطاء سبع سنين.
 
الحجاج بن أرطاة رحمه الله [ت 150هـ]:
إن أحدكم إلى أدب حسن أحوج منه إلى خمسين حديثًا.
 
إبراهيم بن أبي عبلة رحمه الله [ت 152هـ]:
من حمل شاذ العلم حمل شرًّا كثيرًا.

وهيب بن الورد رحمه الله [ت 153هـ]:
البناء الذي لا إسراف فيه ما سترك عن الشمس، وأكنَّك من المطر.
الطعام الذي لا إسراف فيه ما سد الجوع ودون الشبع.
اللباس الذي لا إسراف فيه ما ستر عورتك وأدفاك.
الضحك الذي لا إسراف فيه التبسُّم، ولا يسمعن لك صوت.
البكاء الذي لا إسراف فيه لا تملن البكاء من خشية الله.
يقول الله: وعزتي وجلالي وعظمتي، ما من عبد آثر هواي على هواه إلا أقللت همومه.
يقول الله: وعزتي وعظمتي وجلالي، ما من عبد آثر هواه على هواي إلا أكثرت همومه.
من عدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه.
إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.

اتقِ الله أن تسب إبليس في العلانية، وأنت صديقه في السِّر.
الزهد في الدنيا ألا تأسى على ما فاتك منها، ولا تفرح بما أتاك منها.
بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت، والعاشرة في عزلة الناس.
لم نجد شيئًا أرق لهذه القلوب ولا أشد استجلابًا للحق من قراءة القرآن لمن تدبره.
لو أن المؤمن لا يبغض الدنيا إلا أن الله يعصى فيها لكان حقًّا عليه أن يبغضها.
قيل له: أيجد طعم العبادة من يعصي الله؟ قال: لا، ولا من همَّ بمعصية.
كانوا يرون له الرؤيا أنه من أهل الجنة فإذا أخبر بكى وقال: قد خشيت أن يكون هذا الشيطان.
 
مسعر بن كدام رحمه الله [ت 153هـ]:
رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع.
قال له رجل: تحبُّ أن تُنصح؟ قال: نعم، أما من ناصح فنعم، وأما من شامت فلا.
 
أبو عمرو بن العلا بن عمار العريان رحمه الله [ت 154هـ]:
كن على حذر من الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته.
كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته.
ليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.
الإنسان في فسحة من عقله، وفي سلامة من أفواه الناس ما لم يضع كتابًا، أو يقل شعرًا.
 
هشام الدستواني رحمه الله [ت 154هـ]:
إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر.
 
صفوان بن عمرو رحمه الله [ت 155هـ]:
أنعم الناس: جسد في التراب، قد أمن من العذاب، ينتظر الثواب.
 
عبدالله بن شوذب رحمه الله [ت 156هـ]:
إنَّ من نعمة الله على الشاب إذا نسك (تعبد) أن يواخي صاحب سُنة يحمله عليها.
خير العلم ما نفع؛ وإنما ينفع الله بالعلم من علمه، ثم عمل به، ولا ينفع به من علمه ثم تركه.
 
الهيثم بن معاوية العتكي رحمه الله [ت 156هـ]:
من ظُلِمَ فلم ينتصر بيد ولا بلسان، ولم يحقد بقلب، فذاك يضيء نوره في الناس.
 
عبدالرحمن الأوزاعي رحمه الله [ت 157هـ]:
ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه.
إذا ظهرت البدع فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة.
إذا جلس إليه حدث، قال: قرأت القرآن؟ فإن قال: لا قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم.
إن حقًّا على من طلب العلم أن يكون له وقار وخشية، وأن يكون متبعًا لأثر من مضى قبله.
إن الله إذا أراد أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه المغاليط، فلقد رأيتهم أقل الناس علمًا.
من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير.
من عرف أن منطقه من عمله قلَّ كلامه.
عليك بآثار من السلف، وإن رفضك الناس.
من أطال قيام الليل هوَّن الله عليه وقوف يوم القيامة.
إذا أراد الله عز وجل بقوم شرًّا فتح عليهم الجدال ومنعهم العمل.
كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة.
كان يُقال: أفضلُ الدعاء الإلحاحُ على الله، والتضرعُ فيه.

الرفيق بمنزلة الرقعة في الثوب، إذا لم تكن مثله شانته.
لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلب مؤمن.
إن المؤمن يقول قليلًا ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلًا.
كنا نمزح ونضحك، فلما صرنا يُقتدى بنا، خشيتُ ألَّا يسعنا إلا التبسُّم.
إياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه بالقول؛ فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم.
اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقُل بما قالوا، وكُفَّ عما كفَّوا عنه.
كان عليها الصحابة والتابعون لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، والتلاوة، والجهاد.
سئل عن فاسق أيلعن؟ فقال: ترى أبا مسلم ومروان كانا من شرار هذه الأمة، وما أحب لعنتهما.
 
أبو جعفر المنصور رحمه الله [ت 158هـ]:
الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه لا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل.
أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلًا من ظلم من هو دونه.
استدم النعمة بالشكر، والقدرة بالعفو، والطاعة بالتأليف، والنصر بالتواضع، والرحمة للناس.
ليس العاقل من يحتال للأمر إذا وقع فيه حتى يخرج منه؛ ولكن العاقل يحتال للأمر حتى لا يقع فيه.

عبدالعزيز بن أبي رواد رحمه الله [ت 159هـ]:
ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان المرض، وكتمان الصدقة، وكتمان المصيبة.
أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهمُّ أيقبل منهم أم لا.

شارك الخبر

المرئيات-١