المسرح والسينما
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
نقد فيلم (القلب له واحد)
تأليف وإخراج بركات. إنتاج آسيا القصة: تصور طبقتين مختلفتين، الطبقة الأولى تعقدت نفوس أصحابها بحب المظاهر وهذه يمثلها ملك هانم وابنتها منى، والطبقة الثانية صفت نفوس أصحابها فساروا في الحياة سيراً طبيعيًا لا يعتوره مغالاة ولا تكلف، وهذه تمثلها سعاد.
والجميع في بيت واحد هو بيت شوكت بك، فملك زوجته تحوط ابنتها منى برعايتها وحنانها.
وسعاد - ابنته من زوجته الراحلة - منطوية على نفسها ترسل تغاريدها شجية فيستمع لها الجدم ويمسحون دموعها فتتعزى بعطفهم وتنسى ما ألم بهم من حرمان.
وهنا شاء المؤلف أن يكون هناك صراع بين الفتاتين حول رؤوف فأيهما ستفوز؟ هذه منى بجمالها المتكلف تلاحق رؤوف في كل مكان وتحاول - بمعاونة أمها - أن تطويه، وتلك سعاد لا تملك من السلاح إلا البساطة والسذاجة وعلى الرغم من ذلك فلا يتردد رؤوف في اختيار سعاد فأنساها بذلك ما لقيته في الحياة من شقاء.
فغنت سعاد ولكن غناءها في هذه المرة يختلف عما اعتادت أن تغني به فكان ذلك خير ختام للقصة. هذا هو ملخص لقصة الفيلم وقد وفق المؤلف في إبراز فكرته في بساطة محببة وأسلوب لطيف خال من الافتعال الذي نلمسه في أكثر الأفلام. التمثيل: صباح - قامت بدور (سعاد) فنجحت كممثلة أولاً لأن المخرج لم يرهقها بتعاليمه وإنما تركها على سجيتها فاستطاعت أن تكون ممثلة وممثلة عظيمة، أما كمطربة فقد تعاون زكريا والقصبجي ورياض على تكييف صوتها، واستطاعت هي أن تأسر الجمهور بصوتها وهي تغني (أروح وألا ما أروحش - وانا مالي كده متخده - وبشويش على عقلك بشويش - وحيرانه يا ربي) أنور وجدي: قام بدور (رؤوف) وكان من الممكن أن يكون هذا الدور درة أدوار أ العاطفية.
ولكن المخرج كان يعلم أن أنور ليس بالممثل العاطفي، فجعل كل مواقف النجوى بينه وبين صباح أقرب إلى الفكاهة وحسناً فعل، فقد نجحت تلك المواقف وخاصة عند لقائهما على شاطئ النيل وفي البيت حين ظنته سارقاً.
والحقيقة أن أنور يجيد تمثيل دور العاشق العابث، أما العاشق الجدي الذي كان جديراً أن يسند إليه هذا الدور فلم تعثر عليه السينما المصرية بعد. سليمان بك نجيب - قام بدور - (شوكت بك) وكان عليه أن يكون ضعيفاً مستسلماً في أول الفيلم فكان الضعيف المستسلم ثم كان عليه أن يثور في آخر الفيلم فثار وهنا.
وهنا فقط ظهرت موهبته.
ميمي شكيب - قامت بدور (ملك هانم) وهو دورها الذي تجيد تمثيله من غير شك.
فردوس محمد - قامت بدور (الدادة) فأدته على أكمل وجه، أما محمد كامل وإسماعيل يس وعبد الحميد زكي وعبد النبي محمد (فريق الخدم) فكانوا موفقين كل التوفيق.
يحيى مراد - نجم جديد ظهر في بعض الأفلام ولكنه في هذا الفيلم أثبت موهبته على الرغم من قصر دوره.
الضوء، والصوت، والمناظر.
لا بأس.
. الإخراج: لم يخل الإخراج من بعض الهنات كان من الممكن تلافيها مثال ذلك: مهاجمة العصابة للسيارة من غير أن يحاولوا الاستخفاء حتى على النظارة، والمغالاة في معاملة ملك ومنى لسعاد (والعريس) الذي جاء لخطبة سعاد على صورة مشبعة بالافتعال وموقف سعاد وهي تنتظر والدادة.
وإجادة سعاد للرقص مع أنها ترقص لأول مرة، وموقف سعاد من رؤوف في نهاية الفيلم، وليس بمعقول أن تخدع فتاة - مهما كانت سذاجتها بشاب أنيق مثل رؤوف بأنه (غلبان ومسكين ومش لاقي ياكل).
وعلى الرغم من هذه الملاحظات فقد قفز بركات بفن الإخراج قفزة موفقة نهنئه عليها. أما بعد، فإذا كانت السينما في مصر لم تزل موسوعة يحوي الفيلم الواحد مواقف متعددة.
درامية وكوميدية ورقصاً واستعراضاً وغير ذلك فإن مخرج هذا الفيلم قد نجح في المزج بين هذه الأشياء وفي نفس الوقت عالج مشاكل اجتماعية لها خطرها في أسلوب رائق متجدد خال من الافتعال والتكلف والحشو، ولا يسعني إزاء هذا المجهود إلا أن أهنئ آسيا وأتمنى لبركات ولجميع من اشتركوا في الفيلم اطراد التقدم. عبد الفتاح متولي غين