كان سبب ذلك أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى الوليد يخبره عن أهل العراق أنهم في ضيم وضيق مع الحجاج من ظلمه وغشمه، فسمع بذلك الحجاج فكتب إلى الوليد: إن عمر ضعيف عن إمرة المدينة، وإن جماعة من أهل الشقاق من أهل العراق قد لجأوا إلى المدينة ومكة، وهذا وهن وضعف في الولاية، فاجعل على الحرمين من يضبط أمرهما.

فكتب الوليد إلى الحجاج: أن أشر علي برجلين.

فكتب إليه يشير عليه بعثمان بن حيان، وخالد بن عبد الله، فولى خالدا مكة، وعثمان المدينة، وعزل عمر بن عبد العزيز، فخرج عمر بن عبد العزيز من المدينة في شوال فنزل السويداء، وقدم عثمان بن حيان المدينة لليلتين بقيتا من شوال من هذه السنة.


هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان ثقة، فقيها، عالما سخيا، كثير الحديث، حدث عن عدد من الصحابة كأبيه، وعائشة، وأبي هريرة، وعمار بن ياسر، وغيرهم، جمع العلم والعمل والشرف، وكان ممن خلف أباه في الجلالة، كان يقال له: راهب قريش.

لكثرة صلاته، وكان مكفوفا كثير الصوم، توفي في المدينة.


بعد أن غزا قتيبة بن مسلم الشاش وفرغانة، وفرغ من الصغد، وفتح سمرقند، خاض بلاد الترك يفتح فيها حتى وصل إلى كابل فحاصرها وافتتحها، وقد لقيه المشركون في جموع هائلة من الترك فقاتلهم قتيبة عند خجندة فكسرهم مرارا وظفر بهم، وأخذ البلاد منهم، وقتل منهم خلقا وأسر آخرين وغنم أموالا كثيرة جدا.


هو علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أمه بنت يزدجرد آخر ملوك فارس، من الفقهاء الحفاظ كان مضرب المثل في الحلم والورع والجود والتواضع، مدحه الفرزدق بالقصيدة المشهورة التي مطلعها: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم، توفي في أول هذه السنة يعني سنة 94هـ، وصلي عليه بالبقيع ودفن فيه، فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله عن المسلمين خيرا.


هو عروة بن الزبير بن العوام، أحد الفقهاء السبعة في المدينة، كان عالما كريما، روى الحديث عن كثير من الصحابة، تفقه على خالته عائشة رضي الله عنها، انتقل إلى البصرة ثم إلى مصر ثم عاد إلى المدينة وتوفي فيها، وهو الذي أصيبت رجله بمرض الآكال (الغرغرينا) فنشرت وقطعت وهو يقرأ القرآن، وتوفي له بنفس اليوم أحب أولاده، فما تسخط ولا تضجر رحمه الله تعالى.