الذكر يدمر الشيطان


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

مِن أشهر القصص التي يعرفها الخواص والعوام: قصة العداء الأول بين آدم عليه السلام وبين إبليس عليه لعنة الله.

وهذه قصةٌ مشهورة، تفاصليها معروفة، فكان المرجو من المسلمين ألاَّ يغفلوا عن هذه القصة مع شهرتها.

هذا الشر الموجود في العالم الآن؛ أليس مصدره إبليس؟! كيف تكون جندياً لهذا الملعون المرجوم، وأنت تعلم أنه عدوك سلفاً؟! هذه من المواطن التي يتعجب منها اللبيب، عدوك! ليس أمرُه ملتبساً عليك، ولا تدري عداوته؛ لكنك تعلم كل ذلك، ومع هذا ينقاد له بعض الناس مع تنبيه الله تبارك وتعالى الناس بهذه العداوة، قال عز وجل: إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ [يوسف:5]، (مبين) أي: عداوته ظاهرة لا تحتاج إلى برهان.

وقال تعالى: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً [الكهف:50]، أي: بئس البدل أن تستبدل الشيطان الرجيم بالله الرحيم.

ولعل البعض يظن أني أخطأت في العبارة، فيقول: الصحيح: أن تقول: بئس أن يستبدل الناس الله بالشيطان، كما تقول أنت: استبدلتُ الثوب القديم بثوب جديد، هذا هو الدارج على ألسنة العوام، مع أن هذا التركيب خطأ، فإن الباء (باء البدل) إنما تلتحق بالمتروك الذي تركته، فمن الخطأ أن تقول: استبدلت الثوب القديم بثوب جديد، إنما الصواب: استبدلت الثوب الجديد بثوبٍ قديم، و(الباء) هنا التحقت بالمتروك، بالشيء الذي تركته أنت، وهو الثوب القديم، وشاهد هذا في كتاب الله عز وجل، قال تعالى: وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ [النساء:2]، فالباء هنا أُلحقت بالمتروك الذي تركه الناس وهو الطيب، وقال تعالى: أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة:61]، تركوا المن والسلوى، وأرادوا البصل والثوم، فالذي هو خير: المن والسلوى ألحقت به الباء: بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ [البقرة:61].

فبئس للظالمين بدلاً أن يتولوا هذا الشيطان ويتركوا الله تبارك وتعالى.

إن الشيطان الرجيم له كل يوم برنامج مع بني آدم، كما في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: (إن إبليس يضع عرشه على الماء كل يوم، ثم يأتيه كل من يعمل تحته من الشياطين -طاغوت-فيرسلهم إلى بني آدم يضلونهم ويفتنونهم، وفي نهاية اليوم يأتي كل شيطان بخط سيره، وماذا فعل في بني آدم،) محاكمة يومية يعقدها هذا الشيطان للذين يعملون تحته، لو أن بني آدم اتعظوا وأخذوا الدقة والحذر من فعل الشيطان ما استطاع هذا الشيطان أن يتغلب عليهم.

أما نحن بنو البشر يأمر الآمرُ بعمل ولا يتابعُه، يعيث فيه فساداً يكمله أو لا يكمله، لا أحد يسأل، إنما هذا الشيطان كل يوم لا بد أن يعلم هل استطاع أن يذل بني آدم أم لا. ثم هو يقوم عمل الشيطان الصغير في الحال، يقول له: أنت أفلحت أم لم تفلح في الحال، ويعطي مكافأة للذي يفلح، والذي يظل من بني آدم أكثر من غيره، كما هو واضح من الحديث: (إن الشيطان يضع عرشه على الماء، ثم يرسل سراياه إلى بني آدم يضلونهم ويفتنونهم، وفي آخر اليوم -وهو قاعد على العرش- أي: على السرير، الكرسي العظيم- يأتونه واحداً واحداً: ماذا فعلت؟ يقول له: ما تركتُه حتى زنا، فيقول له إبليس: لم تصنع شيئاً، وأنت ماذا فعلت؟ يقول: ما تركته حتى سرق، يقول: لم تصنع شيئاً، وأنت ماذا فعلت؟ يقول: ما تركته حتى قتل؟ يقول: لم تصنع شيئاً، وأنت ماذا فعلت؟ يقول: ما تركته حتى فعل كذا، يقول: لم تصنع شيئاً. فيأتي آخَر فيقول له: ماذا صنعت؟ يقول: ما تركته حتى فرقتُ بينه وبين أهله، فيقوم الشيطان من على العرش ويلتزمه -أي: يحتضنه- ويقول له: نِعْمَ أنتَ! أنْتَ أنْتَ!) أي: أنت أجودهم وأفضلهم وأحسنهم، ماذا فعل؟! ما ترك الرجل حتى طلق زوجته.

ولعل سائلاً يسأل ويقول: إن الطلاق مباح، والزنا محرم، والسرقة محرمة، وشرب الخمر محرم، والقتل محرم، فلِمَ لَمْ يفرح إبليس بوقوع هذه المعاصي المحرمة وفرح فرحاً عظيماً لهذا الشيء المباح الذي يرتكبه بنو آدم، ولا إثم عليهم؟

الجواب: إن كل معصيةٍ يمكن أن يتوب العبد منها، وقد جعل الله تبارك وتعالى له فيها فَرَجاً ومخرجاً، وجعل لها كفارة، إما بحدٍ أو باستغفار. فالزاني إذا زنا وهو غير محصن فجلدٌ مائة وتغريب عام، فإذا زنى الرجل المحض؛ فإنه يحفر له حفرة في الأرض ويوضع فيها، ويُضْرَب رأسُه بالحجارة حتى يموت، وهذا هو المعروف في حد الرجم، فإذا رُجِمَ المسلم وجلد فكأنما لم يزنِ، ولم يرتكب الذنب وشاهد ذلك: (أن المرأة الغامدية التي زنت وهي متزوجة في زمان النبي عليه الصلاة والسلام، فرَجَمَها بالحجارة حتى ماتت، ثم لما أراد عليه الصلاة والسلام أن يصلي عليها ووقف أمامه عمر ، وقال: أتصلي عليها وقد زنت؟ قال: خلِّ عني يا عمر : لقد تابت توبةً لو وُزِّعت على سبعين من أهل المدينة لَوَسِعَتْهُم) كيف وقد جادت بنفسها لله عز وجل؟!

فهذه زنت؛ لكن بمجرد أن أقيم عليها الحد ذهب الفعل والجُرْم، ومعنى أن يذهب الجرم، أي: فشل الشيطان في كل فعله؛ لأنه أقسم بعزة الله تبارك وتعالى ليُغْوِيَنَّ الناس جميعاً إلا المخلَصين، و(المخلَصين) بفتح اللام، أي: الذين أخلصهم الله لنفسه؛ لذلك لا يستطيع إبليس أن يغوي رجلاً أخلصه الله لنفسه، ولذلك المخلَص أعلى درجة من المخلِص؛ لأن المخلَص: الله هو الذي أخلَصه لنفسه، أما المخلِص: فهو الذي أخلَص نفسه لربه، ولا شك أن الذي يخلصه الله بنفسه أعلى درجة وأقوى حرزاً ومَنَعَة من الذي يخلِصُ نفسه لربه تبارك وتعالى.

فمعنى أن يُتابَ على هذا العاصي، ذهاب جهدُ إبليس هدراً، وكذلك الذي يشرب الخمر، أو الذي يقتل مع فداحة هذه المعصية إلا أن إبليس لا يهتز لها، وإنما يهتز للطلاق!

لماذا؟

لأن غاية مراد إبليس أن يرى العباد جميعاً في غوايةٍ وضلال، تصور! رجل طلق امرأته، فتزوجت المرأة، والزوج الجديد ليس على استعداد أن يربي أولاد غيره، فيأبى حضانةَ الأولاد، فتتركهم الأم، ويتزوج الرجل الزوجة الجديدة وليست على استعداد أن تربي أولاد غيرها؛ فيطرد الأولاد، وهم يريدون أن يأكلوا ويشربوا، فينحرفون وتسيطر عليهم عصابات الفساد.

وهذا مراد إبليس، أن يرى عتلاً زنيماً في الأرض، أن يرى جندياً مخلصاً له، لا يمكن أن يحصِّل جنوداً مخلِصين إلا بتفكيك الأسرة؛ لأن وجود الوالد وهو ضابط عظيم، ووجود الأم كل حركة يحاسب الولد عليها، إذا فعل الولد فعلاً شائناً يخشى العقوبة، إما أن يسترها، وإما أن لا يفعلها من الأصل، لأن هناك محاسباً.

أما إذا خرج الولد من هذا الضابط، ولا يحاسبه أحد على الفعل تم مراد إبليس.

لذلك يقول: (لم تصنع شيئاً)، إنما الذي قال: (ما تركتُه حتى فرقتُ بينه وبين أهله) قام له واحتضنه.

إبليس له مقام عظيم بالنسبة للشياطين الصغار، فمثلاً: لو أن شخصاً صافحه رئيس الجمهورية لكاد أن يمشي على السحاب من العُجْب، فما بالك بإبليس هذا يقوم له من على العرش، ولا يسلم عليه وإنما يحتضنه ويعانقه، ولا يكتفي بهذا، إنما يؤكد أنه من المَهَرَة: (نِعْمَ أَنْتَ! أَنْتَ أَنْتَ!) يعني: لا يوجد لك مثيل، قد فاز على بقية الشياطين الصغار، فهذا يفتح شهيته لمزيدٍ من الإضلال وتخريب البيوت المسلمة.

فإذا كان الشيطان يحمل سلاحه ويشهره في وجوه بني آدم جميعاً، أفيليق بك أيها العاقل أن ترى هذا الشيطان ممسكاً سلاحه، ثم تلقي سلاحك على الأرض؟! أهذا يعقل؟! عدوُّك معه سلاحه، وهو يتربص بك، وأنت تعلم أنه سيقتلك، ثم ترمي سلاحَك أمامه؟!

ما هو سلاحك الذي تستطيع أن تقاوم به هذا الشيطان الرجيم؟!

إن أفتك سلاح يستخدمه الإنسان في محاربة الشيطان هو ذكر الله تبارك وتعالى، فهذا هو سلاحك الأعظم؛ أن تذكر الله، وأن يكون لسانك رطباً بذكره.

ولذلك شُرِعَت الأذكار، فكل سكنة وحركة لها ذكر، هلاَّ أدمنت على الذكر حتى ينجيك من الشيطان ومكائده؟!

كل شيء له ذكر، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقصر في تعليمك، ولا في تبليغك، ولا في تأديبك، إنما أوتيتَ مِن قبل نفسك وتقصيرك.

دعاء النوم

إذا أردت أن تنام جعل الله لك أدباً وذكراً وحمايةً من الشيطان.

وكم من المسلمين يعلمون أذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار الصباح والمساء؟!

والشيء العجيب أنك ترى بعضهم يستشكل حفظ الأذكار، مع أنه يحفظ الأغاني، ويحفظ شطراً كبيراً من المسرحيات والأفلام، وهناك فرقٌ بين الكلام الذي يقْطُر نوراً وبين الكلام الذي يقْطُر خسةً ونذالة، فالكلام الذي يقْطُر نوراً: كلام النبي عليه الصلاة والسلام.

فقد علمك أنك إذا أردت أن تنام أن -: (تتوضأ وضوءك للصلاة، ونم على جنبك الأيمن، وضَعْ يدك تحت رأسك، وقل: (باسمك اللهم أحيا، وباسمك أموت، باسمك اللهم وضعتُ جنبي وبك أرفعه، وجهتُ وجهي إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ، وبنبيك الذي أرسلتَ)، ثم يقرأ آية الكرسي -التي تقال في دبر الصلوات-) أيشق عليك هذا؟!

لا. فلا مشقة.

وكل ذكر من هذه الأذكار يترتب عليه أجر عظيم وفائدة كبيرة، وإن بعض الناس يتعاملون معاملة التجار، فلا يفعل الشيء إلا بمقابل، وكل ذكرٍ له مقابل وفائدة، وأنت تتعامل معاملة التجار، وحُقَّ لك؛ فهذا ليس بعيب، فإننا نعمل الخير لأجل أن نحرز الجنة، وهذا غاية المراد؛ أما القول الذي ينسبونه إلى رابعة العدوية : (ما عبدتُك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، اللهم إن كنتُ عبدتك خوفاً من نارك فاحرقني بنارك، وإن كنتُ أعبدك طمعاً في جنتك فاحرمني من جنتك، وإن كنت أعبدك رجاء وجهك فلا تحرمني النظر إليك)، فهذا ينسبونه إلى رابعة العدوية ، وسواءً نسبوه إليها أو إلى غيرها فهذا قولٌ خطأ!

كيف والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من النار، ويسأل الله تبارك وتعالى الجنة، والله تعالى يقول: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185]، والله تعالى عَلَّم عباده أن يقولوا: وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].

إذاً: عَمَلُك الخير خشيةَ أن تدخل النار، هذا غاية المراد من الفعل، كيف أقول: (إن كنتُ أعبدك خوفاً من نارك فاحرقني بنارك)! هذا ضلالٌ عظيم، وكل شيءٍ له فائدة.

قراءة آية الكرسي قبل النوم

إذا أردت أن تنام وقلتَ هذا الذكر، وقرأتَ آية الكرسي، كان عليك من الله حارسٌ حتى تصبح.

ومصداق هذا في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استودعه على تمر الصدقة، فبينما أنا بالليل إذ جاء رجلٌ يحشو التمر في ثوبه، فأمسكتُه وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا حاجة عياله فرق له قلب أبي هريرة فتركه، فلما أصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما فعل صاحبُك البارحة يا أبا هريرة ؟ قال: يا رسول الله، شكا لي حاجة عياله فتركتُه، قال: أما إنه سيعود، فلما كان من الغد رآه أبو هريرة يحشو التمر في حجره، فأمسكه، وقال: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا حاجة عياله وأقسم أنه لن يعود، فرق له قلب أبي هريرة وتركه، فلما أصبح قال له عليه الصلاة والسلام: ما فعل صاحبك البارحة يا أبا هريرة ؟ قال: شكا لي حاجة عياله وأقسم أنه لا يعود، قال: كذبك وسيعود، فلما كان في اليوم الثالث رآه أبو هريرة يحشو التمر في حجره، فأمسكه وأصر أن لا يدعه، فقال له: أفلا أدلُّك على شيءٍ وتتركني -أي: من الخير-؟ إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنك إن قرأتها لا يزال عليك من الله حارسٌ حتى تصبح، فاغتبط أبو هريرة بهذه الفائدة وتركه، فلما أصبح قال له عليه الصلاة والسلام: ما فعل صاحبك البارحة يا أبا هريرة ؟ قال: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لا يزال عليك من الله حارسٌ حتى تصبح، فقال صلى الله عليه وسلم لـأبي هريرة : صَدَقَك وهو كذوب، أتدري من تكلم منذُ ثلاثٍ يا أبا هريرة ؟ ذاك شيطان)شيطان في صورة آدمي، شيطان يعلم السلاح الذي لا يستطيع أن يدفعه، أن يقرأ آية الكرسي: (فإنك إن قرأتَها لا يزال عليك من الله حارسٌ حتى تصبح). لذلك يقول عليه الصلاة والسلام لـأبي هريرة : (صدقك) أي: في هذه الجزئية وهو كذوب طيلة عمره، أي: أن كل قولٍ يقوله كذب؛ لكنه في هذه الجزئية صَدَقك.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

إذا أردت أن تنام جعل الله لك أدباً وذكراً وحمايةً من الشيطان.

وكم من المسلمين يعلمون أذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار الصباح والمساء؟!

والشيء العجيب أنك ترى بعضهم يستشكل حفظ الأذكار، مع أنه يحفظ الأغاني، ويحفظ شطراً كبيراً من المسرحيات والأفلام، وهناك فرقٌ بين الكلام الذي يقْطُر نوراً وبين الكلام الذي يقْطُر خسةً ونذالة، فالكلام الذي يقْطُر نوراً: كلام النبي عليه الصلاة والسلام.

فقد علمك أنك إذا أردت أن تنام أن -: (تتوضأ وضوءك للصلاة، ونم على جنبك الأيمن، وضَعْ يدك تحت رأسك، وقل: (باسمك اللهم أحيا، وباسمك أموت، باسمك اللهم وضعتُ جنبي وبك أرفعه، وجهتُ وجهي إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ، وبنبيك الذي أرسلتَ)، ثم يقرأ آية الكرسي -التي تقال في دبر الصلوات-) أيشق عليك هذا؟!

لا. فلا مشقة.

وكل ذكر من هذه الأذكار يترتب عليه أجر عظيم وفائدة كبيرة، وإن بعض الناس يتعاملون معاملة التجار، فلا يفعل الشيء إلا بمقابل، وكل ذكرٍ له مقابل وفائدة، وأنت تتعامل معاملة التجار، وحُقَّ لك؛ فهذا ليس بعيب، فإننا نعمل الخير لأجل أن نحرز الجنة، وهذا غاية المراد؛ أما القول الذي ينسبونه إلى رابعة العدوية : (ما عبدتُك خوفاً من نارك، ولا طمعاً في جنتك، اللهم إن كنتُ عبدتك خوفاً من نارك فاحرقني بنارك، وإن كنتُ أعبدك طمعاً في جنتك فاحرمني من جنتك، وإن كنت أعبدك رجاء وجهك فلا تحرمني النظر إليك)، فهذا ينسبونه إلى رابعة العدوية ، وسواءً نسبوه إليها أو إلى غيرها فهذا قولٌ خطأ!

كيف والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من النار، ويسأل الله تبارك وتعالى الجنة، والله تعالى يقول: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ [آل عمران:185]، والله تعالى عَلَّم عباده أن يقولوا: وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].

إذاً: عَمَلُك الخير خشيةَ أن تدخل النار، هذا غاية المراد من الفعل، كيف أقول: (إن كنتُ أعبدك خوفاً من نارك فاحرقني بنارك)! هذا ضلالٌ عظيم، وكل شيءٍ له فائدة.

إذا أردت أن تنام وقلتَ هذا الذكر، وقرأتَ آية الكرسي، كان عليك من الله حارسٌ حتى تصبح.

ومصداق هذا في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استودعه على تمر الصدقة، فبينما أنا بالليل إذ جاء رجلٌ يحشو التمر في ثوبه، فأمسكتُه وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا حاجة عياله فرق له قلب أبي هريرة فتركه، فلما أصبح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما فعل صاحبُك البارحة يا أبا هريرة ؟ قال: يا رسول الله، شكا لي حاجة عياله فتركتُه، قال: أما إنه سيعود، فلما كان من الغد رآه أبو هريرة يحشو التمر في حجره، فأمسكه، وقال: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا حاجة عياله وأقسم أنه لن يعود، فرق له قلب أبي هريرة وتركه، فلما أصبح قال له عليه الصلاة والسلام: ما فعل صاحبك البارحة يا أبا هريرة ؟ قال: شكا لي حاجة عياله وأقسم أنه لا يعود، قال: كذبك وسيعود، فلما كان في اليوم الثالث رآه أبو هريرة يحشو التمر في حجره، فأمسكه وأصر أن لا يدعه، فقال له: أفلا أدلُّك على شيءٍ وتتركني -أي: من الخير-؟ إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنك إن قرأتها لا يزال عليك من الله حارسٌ حتى تصبح، فاغتبط أبو هريرة بهذه الفائدة وتركه، فلما أصبح قال له عليه الصلاة والسلام: ما فعل صاحبك البارحة يا أبا هريرة ؟ قال: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لا يزال عليك من الله حارسٌ حتى تصبح، فقال صلى الله عليه وسلم لـأبي هريرة : صَدَقَك وهو كذوب، أتدري من تكلم منذُ ثلاثٍ يا أبا هريرة ؟ ذاك شيطان)شيطان في صورة آدمي، شيطان يعلم السلاح الذي لا يستطيع أن يدفعه، أن يقرأ آية الكرسي: (فإنك إن قرأتَها لا يزال عليك من الله حارسٌ حتى تصبح). لذلك يقول عليه الصلاة والسلام لـأبي هريرة : (صدقك) أي: في هذه الجزئية وهو كذوب طيلة عمره، أي: أن كل قولٍ يقوله كذب؛ لكنه في هذه الجزئية صَدَقك.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يَقُوْلُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِيْ السَّبِيْلَ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ولعل سائلاً أن يقول: لماذا يجعل الله لمن قرأ آية الكرسي حارساً؟

فنقول: هناك قول يقول: (إن الجزاء من جنس العمل)، وحتى تعلم لطف الله تبارك وتعالى بك، فانظر في هذا الحديث وتأمل: لِمَ يجعل الله عليك حارساً؛ لأنك وأنت مستيقظ تلهج بذكر الله تعالى، فهذا جُنَّةٌ لك من الشيطان، فإن هجم عليك عدوك رددته بسلاحك القوي -الذكر-؛ لكن إن نمتَ فلا تستطيع أن تتنبه لعداوة معتدٍ، فمن رحمة الله أن ينصب عليك وأنت نائم حارساً؛ لأنك ما غفلت عنه وأنت مستيقظ، فيرحمك وأنت نائم، حتى لا ينزل الشيطان عليك، والذين ينامون يستيقظ أحدهم مثلاً وهو مشلول، أو أنه ينام صحيحاً معافىً فيستيقظ وبه علةٌ أو مس، ما ذاك إلا لأنه ترك سلاحَه ونام وعدوُّه لا ينام.

فالله تبارك وتعالى من لطفه بك أنك إن ذكرته وأنت مستيقظ ذَكَرَك وأنت نائم، ومَنَعَك من عدوَّك.

هذا فائدة الأذكار: أن يجعل عليك حارساً ما دمت معه وأنت مستيقظ.

وقصة الصحابي الجليل عاصم بن ثابت الأنصاري الذي قُتِل في موقعة القراء -ماء الرجيع- مشهورة، عندما رفض وضع السلاح ووضع يده في يد مشرك فقتلوه، وكان عاصم بن ثابت قَتَل عظيماً منهم في الجاهلية، وفي الحرب الدائرة بين الإسلام والكفر بمكة، فأرادوا أن يقطعوا رأسه ويسيرون به في القبائل، ليزيلوا المعرة التي حدثت بقتل عاصم بن ثابت لعظيمهم، فلما أرادوا أن يقطعوا رأسه أرسل الله عليه الدَّبْر -أي: ذكران النحل- فجأة وجدوا نحلاً عظيماً حول الجثة ولم يستطيعوا أن يصلوا إليه، قالوا: نقطع رأسه ليلاً، فإن النحل يرجع إلى بيوته ليلاً. قال أحد الصحابة: فلما جاء الليل رأيت جثة عاصم ترتفع بين السماء والأرض.

وقد علق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على هذه الواقعة، فقال: إن الله ليحفظ عبده المؤمن، عاصم بن ثابت أبى أن يمس مشركاً وهو حي، فيأبى الله أن يمسه مشركٌ وهو ميت. إذا كان وهو حي أبى أن يمس مشركاً فجناب الله أقوى وحفظه لعبده أتم، فيأبى الله أن يمسه مشرك بعدما مات، والجزاء من جنس العمل.

فأدم ذكر الله عز وجل وأنت حي مستيقظ، يذكرك وأنت نائمٌ أو ميت.

وإذا كنا لا نذكر الله في حياتنا! فمتى سنتذكره؟!

وأنت الآن خيرٌ من أهل القبور، فأهل القبور ماتوا، فمنهم من أُخِذ فجأة، ومنهم العاصي الذي ما استطاع أن يتدارك نفسه، ومنهم المسوِّف، الذي يقول: أتوب اليوم أو أتوب غداً، فأنت الآن حي، تستطيع أن ترجع وتذكر ربك في كل سكنةٍ ونفس وحركة، فتدارك ما فاتك.

فالتسويف شر ما يلقاه المسلم؛ أتوب اليوم، أتوب غداً، أو أفعل هذه وأتوب من أول الأسبوع، أو أصلي غداً، وما يدريك؟! لعلك غداً تكون من أهل القبور، كم من أناسٍ خططوا لأعوامٍ قادمة، وقد سقطت ورقتهم، وأذن الله عز وجل بقبض أرواحهم، وهم يخططون ... غداً نفعل كذا وكذا، وبعد غدٍ يأتينا مال من كذا، فنرفع البنيان، ونسكِّن .... لا. اترك هذه العمارة؛ لأن اليوم القادم لا تدري ما يكون فيه، قد يقضي الله أنك ميت، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (موت الفجأة أخْذَةُ أسف) وبعض الناس يرى أن موت الفجأة من حسن الخاتمة، ويدعو الله أن يموت هذه الميتة! مع أن هذه الميتة شر، فالنبي يقول: (موت الفجأة أخْذَةُ أَسف) إذا كان له مال: لا يستطيع أن يقول: لي عند فلان مال، وإذا كان عليه دين لا يستطيع أن يقول: عليَّ دين، وإذا كان عاصٍ فليس عنده فرصة للرجوع، وإذا كان قد سرق أشياء، فليس عنده فرصة أن يردها إلى أصحابها، يموت ولا يعرف عنه أحدٌ شيئاً.

فالمرض نعمة من الله تبارك وتعالى؛ لأنها فرصة، ولا سيما الذي مرض مرضاً شديداً، وظن أنه سيموت في ذلك المرض، فيتوب ويرعوي، ويأتي بالذين ظلمهم فيستسمحهم، بخلاف الذي يموت فجأة.

فذكرك لله تبارك وتعالى واجب، وخيرٌ من إنفاق الذهب والفضة.

وفي الحديث الصحيح: (أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن أرضى عملٍ يعمله قبل أن يموت، فقال له عليه الصلاة والسلام: أن تموت ولسانك رطبٌ بذكر الله عز وجل).

انظر إلى لفظ الحديث، فإن الألفاظ قوالب المعاني: أن تموت ولسانك رطبٌ، والرطوبة: ضد اليبوسة.

فكما أن الماء هو السبب في نماء كل شيء حي، فذكر الله تبارك وتعالى هو حياة القلوب، قال عز وجل: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً [طه:124]، وهذا الضَّنْك تستشعره في اليبوسة التي هي ضد الرطوبة، فكل رجلٍ ذاكر لله عز وجل عنده من الصفاء القلبي ما عبر عنه بعض التابعين قديماً، فقال: لو عَلِم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالَدُونا عليها بالسيوف.

فأنت أسعد وأهنأ من ملوك الأرض، لأنه يمشي في حراسة، ولا يستطيع أن يمشي في الشارع آمناً على نفسه مستمتعاً كما تمشي أنت، إذاً: لتوارى وزال منصبه، وشعر بكآبة وتعاسة لا حد لها، هذا جزء من الضنك المفروض على هؤلاء؛ لأنهم من أبعد الناس عن ذكر الله عز وجل، ومن ترك هذا الذكر مآله الضَّنْك، هذا في الدنيا، : وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طه:124-126]، فالجزاء من جنس العمل: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67].

والله تعالى يقول: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152].

قَدِّم لنفسك: إن أردتَ أن تذكر عند الله عز وجل، فلا تنسَه، أما أن تنساه وتريد أن يذكرك فهيهات! هيهات! إذا عاملت الناس بالود عاملوك بالود، ولا تنتظر أن تجفوهم، فيودوك.

ومِن مثل هذا المعنى: نفهم لِمَ يتفلت القرآن؟

خذ هذا المعنى واربطه بهذا السؤال.

رجلٌ حفظ القرآن لكنه لا يداوم على مراجعته والعناية به، فينساه بطبيعة الحال؛ لأن القرآن عزيز، ولا يكون القرآن عند رجلٍ يهمله وينساه أبداً، وليس من إعجاز الكتاب أن تهمله وألاَّ تقرأه، ثم تطمع أن يظل في قلبك.

فاعلم: أن أرضى عمل تلقى به الله أن تموت ولسانك رطبٌ بذكره عز وجل، ولكن المسلمين اليوم غافلون عن الأذكار، مع سهولتها ويُسرها وسماحتها وجمالها.

فمثلاً: كم منا عنده سيارة؟!

هل الذي ركب السيارة سواءٌ كان يملكها أو كان يركبها، تذكَّر دعاء ركوب الدابة، التي هي السيارة أو الطائرة أو الباخرة أو الحمار أو البغل أو الحصان؟!

كان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا ركب دابةً قال: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:13-14])، (مقرنين) أي: مُخْضِعِين، ما كنا نستطيع أن نُخْضِع هذا الحديد فنجعله آلةً تتحرك وترتفع في السماء لولا أن الله تبارك وتعالى هو الذي أخضعه لنا؛ لذلك وأنت تركبها تقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:13-14]، إذا تأملت في سياق الآيتين، من سورة (المؤمنون)، تقول: ما هي العلاقة بين ذكر الآخرة: وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:14] مع ذكر تسخير الله تبارك وتعالى للدواب، ما هي العلاقة بين الآيتين، وبينهما بُعْدٌ على الظاهر؟!

فالمتأمل في هذه الآية يرى مَعْنىً في غاية الجمال، وهو أن الآية ذكرت سَفَرَين:

- سفر الدنيا.

- وسفر الآخرة.

فسفر الدنيا: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ [الزخرف:13] فإن علمت أنك مسافرٌ هذا السفر القصير، تذكرت أنك مسافرٌ سفراً أكبر من هذا وأطول: وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:14].

فالجامع ما بين الآيتين هو السفر، فهذا يحملك على أن تتذكر أنك مسافرٌ إلى الآخرة، إلى ربك تبارك وتعالى، فيحملك أن تتقي الله عز وجل.

وإذا ركبتَ الدابة أيضاً، قل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيءٍ قدير، رب اغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

أتعلمون الفائدة من وراء هذا الذكر؟

ورد في الحديث الصحيح: أن علي بن أبي طالب ركب دابته وقال هذا الدعاء، ثم ضحك، فقال لأصحابه: (ألا تسألوني لِمَ ضحكت؟ قالوا: ومم ضحكتَ يا أمير المؤمنين، قال: ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته وقال هذا الدعاء وضحك، فقال لنا: ألا تسألوني ممَّ أضحك، قالوا: ممَّ تضحك يا رسول الله؟ قال: أضحك من ضَحِك رب العزة: يقول: علم عبدي أن له رباً يغفر فغفرت له).

فانظر إلى هذا الدعاء! (رب اغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فيضحك الله عز وجل، ويقول: علم عبدي أن له رباً يغفر، فغفرت له).

كيف تغفل عن هذا الذكر، وأنت تركب الدابة ذاهباً وآيباً طيلة النهار؟! لماذا تخسر هذا الأجر، وهو لا يكلفك شيئاً: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، رب اغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).