فالاعتراف لمحمد بالرسالة يعني أول ما يعني رجوع الناس إلى الله الحق، وبناء الإيمان به على دعائم سليمة

وعرض القرآن أمام الأعين حيثما التفتت صورًا شتى لنذر الفناء الأخير، ومشاهد الحساب الدقيق

إن القرآن يخترق أسوار الغفلة ويصل إلى صميم القلب، ثم يقفه راغبًا أو راهبًا بإزاء ما يريد

إن الإنسان يهش للعيشة السعيدة و يطيب مقامه في كنفها، ويكره الحياة الضنكة

لقد شعرت- والحق يقال- بأنها خسارة فادحة أن تمحى كل هاتيك المعالم الجميلة

فالإنسان يعينه على الحق أن يرتقب الخير من فعله، ويزجره عن الشر أن يتوقع الدواهي من ارتكابه

أما الجاحدون له، فسيعلمون غدًا وجه الحق إن لم يعرفوه اليوم

في القرآن الكريم خلاصات روحية فعالة تثير الحياة في الضمائر، وتقيم حواجز معينة حول السلوك الإنساني كي لا يشرد أو يزيغ

والغريب أن عوام المسلمين، وأشباه العوام من المتعلمين أطفال في تصورهم للقرآن وفي فهمهم له وفي أخذهم به

السنوات الثلاث والعشرون التي استغرقت نزول القرآن يمكن حسبانها دورة اجتماعية كاملة، ثم فيها البيان الإلهي لسياسة الحياة والأحياء

من آثار علم الرسول بالقرآن وتأثره به نطقه بالسنن الراشدة والأحاديث الهادية

لو أن القرآن نزل دفعة واحدة؛ لما أمكن لدارسه أن يفصل بين معانيه وبين الملابسات العديدة المتشعبة التي أحاطت بها

إن تسمية الوحي الأعلى بالقرآن ليست أولى من تسميته بالكتاب، فكلا اللفظين علم عليه

التأمل اليسير في القرآن الكريم يميط اللثام عن وجه الحق في قيمة الإنسان ووظيفته، ومنزلته ورسالته

وطوال السور في القرآن تعرضت بتفصيل مسهب لأحوال القوم، وكشفت عن خبايا أنفسهم، وكيف انفلتت العقائد الصحيحة من بين أيديهم

إننا نريد إشاعة الثقافة الإسلامية المنبعثة من هذا الكتاب العزيز، وتفقيه العامة والخاصة في روحه وشرائعه ومقاصده وآدابه

إن هذا القصص كان تاريخًا لسير الدعوة الدينية في الحياة، وكيف خطت مجراها بين الناس منذ فجر الخليقة

إن أئمة الفقه متفقون على أن القرآن هو المصدر الأول للتشريع، وهم متفقون كذلك على أن السنة مصدر ثان تؤخذ منه الأحكام