بك الشرق شام السلم ركناً موطدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بك الشرق شام السلم ركناً موطدا | فنظم فيك المدح عقداً منضدا |
وقلدت منه الجيد دراً وما عسى | يقابل بالمدح الذي منه قلدا |
وليس عجيباً ان تتوق ليدز | فكم اطلعت منه سما السلم فرقدا |
فانكما قطبا زمان وحوله | تطوف ملوك الارض مثنى ومفردا |
ولا بدع ان دار السعادة من جوى | لديك غدت تبدي الولا والتوددا |
فكم آنست من جو برلين بارقاً | أبى ان يرى جو السلام ملبدا |
رعى الله برليناً فكم من مملك | بها قد بنى للسلم صرحاً ممردا |
فجدك غليوم اعاد بحكمة | الى امة الالمان منه التوحدا |
واوردها عز الخضوع لحكمه | موارد منها عيشها ظل ارغدا |
فعادت بجسم واحد ولطالما | اقام بها داعي الشقاق واقعدا |
رات ان ناموس التقدم لم يكن | بغير اتحاد في الشعوب مؤيدا |
وذا عالم التكوين لولا انقياده | الى الجذبة العظمى لراح مبددا |
وما ضره جذب ودفع لان من | كلا حالتيه للتكون مرقدا |
وذاك نظام ضم اجزاء ابحر | فطفت به للشرق ربعاً ومعهدا |
واسعدها بالمد والجزر مثلما | ببأسك والحلم اغتدى الملك مسعدا |
فتلك التي لا يجحد الشرق فضلها | ويهدي لها منه الثناء المخلدا |
أعدت مياه الصين صافية وكم | باطرافها ارغى الحمام وازبدا |
وسوريةٌ ان هزها الانس واغتدت | تهادي التهاني فيك مثنى وموحدا |
فقد آنست منك الولاء وابصرت | لسلطانها الغازي الوفاء المؤكدا |
ومذ لاح هنزولرن في الغمر احدقت | قلوب بها كم غار شوق وانجدا |
رأت بها برجاً ضم بدراً فصيرت | لترقبه لكن من الشوق مرصدا |
وحيته لكن بالمهابة بعدما | رأت فيه بحراً بالسياسة مزيدا |
سرى بك يحدوه البخار كأنه | بساط سليمان به الريح قد حدا |
يشق ضمير البحر حتى كأنه | حكيم على كشف الغيوب تعودا |
وان يتخذ منغارب البحر مركباً | فان له فوق المجرة مقعدا |
لقد ادركت فيك الورى كل غاية | فنالت بك الايام مجداً وسؤددا |
فكم خطبة في الشرق سارت ولو لها | شبا السيف اصغى اصبح السيف مبردا |
تروم بها بث السلام وانما | تروم بذا للكون خيراً موطدا |
كأن اكتشاف العلم كل خبيئةٍ | ليهدم ما الرحمان في الكون شيدا |
كأن اكتشاف الجاذبية غاية | لان تجذب الارواح سلسلة الردى |
وما شيد المنطاد الا ذريعة | ليقتنص الارواح فيه تصيدا |
وذلك اعماق البحار لأمره | ليمطر منه عارض الحتف لا الجدا |
فبقيا على السلم التي قد انلتها | بامداد مولانا الحميد توطدا |
فهذي رجال العصر طراً سميعةٌ | نداك فلا تعدو لرأيك مقصدا |