خليليَّ إنْ لم تُسعِدا فذرانِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خليليَّ إنْ لم تُسعِدا فذرانِي | ولا تحسَبا وجدِي الذي تجِدانِ |
خُذا مِنْ شُجُونِي ما يدُلُّ علَى الجَوى | فما النّارُ إلا تحتَ كُلِّ دُخانِ |
أماتَ الهَوى صبرِي وأحْيا صبابِتي | فها أنا مغلُوبٌ كما تَرَيانِ |
ولوْ أنَّ منْ أهواهُ عايَنَ لوعَتِي | لَعَنَّفِني في حُبِّهِ ولَحانِي |
تحمَّلْتُ منْ جورِ الأحبة ِ ما كفى | فَلا يَبْهَظَنِّي اليَوْمَ جَوْرُ زَمانِي |
وكيفَ احتفالي بالزَّمانِ عَدَّ كرامِهِ | بِأوَّلِ مَنْ يُثْنى عَليهِ بَناتِي |
بأزْهَرَ وضّاحِ الجبينِ مهذبٍ | جميلِ الحَيا ماضٍ أغرَّ هِجانِ |
إذَا آلُ عَمّارٍ أظَلَّكَ عِزُّهُمْ | فَغَيْرُكَ مَنْ يَخْشَى يَدَ الحَدَثانِ |
هُمُ القَوْمُ إلاّ أنَّ بَيْنَ بُيُوتِهِمْ | يُهانُ القِرى والجارُ غَيرُ مُهانِ |
هُمُ أطْلقُوا بِالجُودِ كُلَّ مُصَفَّدٍ | كَما أنْطقُوا بِالْحَمْدِ كُلَّ لِسانِ |
لَهُمْ بِكَ فَخْرَ المُلْكِ فَخْرٌ عَلى الوَرى | لَهُ شائِدٌ مِنْ راحَتَيْكَ وَبانِ |
نُجومُ عَلاءٍ فِي سماءِ مَناقِبٍ | عَلِيٌّ وعَمّارٌ بِها القَمَرانِ |
هنيئاً لكَ الأيامُ فالدهرُ كُلهُ | إذا ما وَقاكَ اللَّهُ دَهْرُ تَهانِ |
لِذا الخَلْقِ عِيدٌ في أوانٍ يَزوُرُهُمْ | وأنتَ لنا عيدٌ بكلِّ أوانِ |
فحسبِي من النَّعماءِ أنَّكَ والنَّدى | خَلِيلا صَفاءٍ لَيْسَ يَفْتَرِقانِ |
إذا رُمْتُ شِعْرِي فِي عُلاكَ أطاعَنِي | وإنْ رُضْتُ فِكْرِي فِي سِواكَ عَصانِي |
وما ذاكَ إلاّ أنَّني لكَ ناطِقٌ | بِمِثْلِ الَّذِي يُطْوَى عَلَيْهِ جَنانِي |
وكَيْفَ احْتِفالي بالزَّمانِ وصَرْفِهِ | وَخَطْبٌ إلى جَدْوى يَدَيكَ دَعانِي |
لَقَدْ أثْمَرَتْ أيّامُهُ لِيَ أنْعُماً | ولَوْلاكَ لَمْ يُثْمِرْنَ غَيْرَ أمانِي |
وإنِّي لتقْتادُ المطالِبَ همَّتِي | فأرْجِعُ مَثْنِيّاً إلَيْكَ عَنانِي |
وإنِّي لأرْجُو مِنْ عَطائِكَ رُتْبَة ً | يُقَصِّرُ عَنْ إدْراكِها الثَّقَلانِ |
فما تقْرُبُ الدَّنْيا وعطفُكَ نازِحٌ | ولا تَبْعُدُ النُّعمى وجودُكَ دانِ |