الشوق العائد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إهدئي يا نوازع الشّوق في قلبـ | ـي فلن تملكي لماض رجوعا |
آه هيهات أن يعود و لو أفـ | ـنيت عمري تحرّقا و ولوعا |
آه هيهات أن يعود و لو ذوّ | بت قلبي صبابة و دموعا |
فاهدئي الآن يا لثورتك الهو | جاء جبّارة تدك الضّلوعا |
*** | |
رحمة يا نوازع الشّوق لو نا | ديت ماضيّ ما وجدت سميعا |
أسدل القلب دونه ألف ستر | عبرات و مثلهنّ نجيعا |
رحمة يا نوازع الشّوق لو حا | ولت بعث الهوى فلن أستطيعا |
كيف يحيى زهر ذوى في إناء | بات في قبضة الحياة صديعا |
*** | |
رحمة يا نوازع الشّوق بالقلـ | ـب فما يستطيع بعد نزوعا |
إن تكوني أحببتع فدعيه | ناعما بالكرى رضيّا قنوعا |
نسي الأمم أو سلا فتعالي | نجث صمتا من حوله و خشوعا |
أو فكوني في حلمه الزّهر و الأنـ | ـغام و الخمر و العروس الشّموعا |
*** | |
أيّها الزّائر المعاود ما ألـ | ـقاك أحسنت بالمزار صنيعا |
ما أرى في سمات وجهك إلاّ | شبحا رائعا و حلما و جيعا |
يتوقّاه ناظري كأنّي | فيه ألقى آلام عمري جميعا |
طال ليلي فما طويت هزيعا | منه إلا نشرت منه هزيعا |
*** | |
أيّها الشّوق خلّ عنك و دعني | و امض لا خادعا و لا مخدوعا |
أين هذا الجمال أرعاه كالبر | ق خلوبا و أجتليه لموعا |
أين هذا الخيال أسقاه كأسا | بيد منه فجّرت ينبوعا |
أين لا أين ! ما غنائي بالذكـ | ـرى و قد أصبح الوهوب منوعا ! |
*** | |
عدت يا شوق لي و عاد لياليـ | ـك و لكن وجدت قلبا صريعا |
عدت من بعد لوعة أحرقته | وجفته على الرّماد ضجيعا |
و ليال من الفراغ عوات | هرأته ثلوجهنّ صقيعا |
عدت يا شوق ! فيم عدت ؟ ربيع الـ | ـعمر ولّى ! فهل تعيد الرّبيعا ؟! |