فلسفة و خيال
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نهزة أهدت الخيال إلينا | و دعتنا لموعد فالتقينا |
ههنا تحت ظلّة الغابة الشّجـ | ـراء سرنا ، و الفجر يحنو علينا |
و قطفنا من زهرها ، و انثنينا | فجنينا تفاحها بيدينا |
و مرحنا بها سحابة يوم | و بأشجارها نقشنا اسمينا |
*** | |
ههنا يا ابنة البحيرات و الأو | دية الخضر و الرّبى و الجبال |
صدح الحبّ يالنّشيد فلبييـ | ـنا نداء الهوىو صوت الخيال |
وتبعنا على خطى الفجر موسيـ | ـقى من العشب و النّدى و الظّلال |
و سمعنا حفيف أجنحة تهـ | ـفو بها الرّيح من كهوف اللّيالي |
*** | |
قلت لي و الحياء خدّيـ | ـك : أنار تمشي بها أم دماء ؟ |
ملء عينيك يا فتى الشّرق أحلا | م سكارى و صبوة و اشتهاء |
و على ثغرك المشوق ابتسام | ضرّجته الأشواق و الأهواء |
أو حقا دنياك زهر و خمر | و غوان فواتن و غناء ؟ |
*** | |
قلت: يافتنة الصّبا حفلت دنـ | ـياك بالحبّ و المنى و الأغاني |
ما أثارت حرارة الجسد المشـ | ـتاق إلاّ مرارة الحرمان |
إنّ أجسادنا معابر أروا | ح إلى كلّ رائع فتّان |
أنا أهوى روحيّة العالم المنـ | ـظور لكن بالجسم و الوجدان |
*** | |
ما تكون الحياة لو أنكر الأحـ | ـياء فيها طبائع الأشياء ! |
أنا أهواك كالفراشة صاغتـ | ـهازهور الثّرى و كفّ الضّياء |
أنا أهواك فتنة صاغها المثّـ | ـال من طينة و من إغراء |
أنا أهواك بدعة الخلد صيغت | من هوى آدو و حوّاء |
*** | |
أنا أهواك من أثام و طهر | حلم إغفاءتي و صحو غرامي |
أنا أهواك تبدعين يقيني | من نسيج الظّنون و الأوهام |
أنا أهواك دفء قلبي و ينبو | ع اشتهائي ، و شرّتي ، و عرامي |
و حنانا مجسدا إن طواني الـ | ـلّيل و سّدت صدره آلامي |
*** | |
إنّني بالخيال أنتزع الرّقـ | ـة من قسوة الزّمان المرير |
عجبا ! ما حقائق الكون إلاّ | لمحات الخيال و التّفكير |
قبل أن تشرق النّجوم على الأر | ض أضاءت بذهن ربّ قدير |
و تجلّت في حلمه بنظام | من بديع التّكوين و التّصوير |
*** | |
أطلقي نفسك السّجينة ملء الـ | ـغاب ، ملء الفضاء ، ملء العباب |
و احلمي بالحياة من نغم الخلـ | ـد و خمر الهوى و زهر الشّباب |
ههنا عشّنا على الشّاطئ المسـ | ـحور نبنيه من غصون الغاب |
و نخطّ البستان أحلام طفل | صقلته مواهب الأرباب |
*** | |
خطرة ، ثمّ أطرقت في حياء | و أدارت في جانب الغاب عينا |
و انثنت بابتسامة فدعتني | ثمّ قامت تمشي هناك الهوينا |
و تلاقت عيوننا فتنادت | لي ، و جنّ الحنان في شفتينا |
فاعتنقنا في قبلة قد أذابت | جسدينا ، و مازجت روحينا |