يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة الحق والرضى وأشهد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي العدل والهدى . أما بعد
فإن الله جل وعلا خلق العباد ، وأوجد الخلق لعبادته وحده سبحانه ، وهو غني عن عبادتهم ، ولكن ما ذاك: إلا ليختبرهم ويمتحنهم ، ليجزيهم بأعمالهم فمن أطاع وشكر وعبد الله وحده دون سواه فله النعيم ، ومن عصى وتكبر وكفر بالله عز وجل وأشرك معه غيره فله الجحيم ، فقد أخبر الله عز وجل أنه خلق الثقلين لعبادته فقال سبحانه: [ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ] "الذاريات56"كذلك أخبر سبحانه أنه ما من شيء إلا يعبد الله ، ولكن لا يعلم ذلك إلا الله فقال المولى جل وعلا: [ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ] "الإسراء44"والله عز وجل لم يخلق الخلق عبثا وهملاً ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وإنما خلقهم لعبادته وحده سبحانه لا شريك له ، ثم بعد ذلك يعودون إليه ليجازيهم بأعمالهم . قال تعالى: [ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ] "المؤمنون115"، وقال تعالى: [ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ] "الزلزلة7،8"فكل مجزي بعمله يوم القيامة ، فآخذ كتابه بيمينه ، وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره .
فمن أطاع الله عز وجل فقد فاز بالجنة والحسنى ، ومن عصى الله تعالى فقد باء بالنار والعسرى .