فهرس الكتاب
الصفحة 2 من 50

وقد أمر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له قال تعالى: [ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ] "البينة5"وقال صلى الله عليه وسلم: { إنما الأعمال بالنيات } ( متفق عليه ) وقال صلى الله عليه وسلم { إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } (مسلم ) فلا بد لقبول العمل من شرطين:

1-أن يكون خالصاً لله عز وجل .

2-أن يكون صواباً موافقاً لما جاءت به الشريعة .

فإذا توافر في العمل الشرطان السابقان فهو بإذن الله تعالى مقبول ومأجور صاحبه عليه .

ويجدر بنا قبل الخوض في حقوق الله تعالى على عباده أن نتعرف على عظمة الخالق سبحانه ، لما في ذلك من زيادة الإيمان بإذن الله المنان .

1-الله خالق كل شئ:

فكل ما سوى الله عزوجل مخلوق له ، مربُوب مُدبّر ، مخير مسير، مكون بعد أن كان لاشئ ، جميع الخلق ملكه وعبيده ، وتحت قهره وقدرته ، وتحت تصريف مشيئته ، قال تعالى: [ الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل ] ( الزمر62) ، وفي صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، قال: وكان عرشه على الماء } ، وعند الإمام أحمد ، عن عبادة بن الصامت رضي اله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن أول ما خلق الله القلم ، ثم قال له اكتب ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة } ، قال تعالى: [ فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ] ( المؤمنون116 ) ، وقال تعالى: [ الرحمن على العرش استوى ] ( طه5) .

فالله هو الخالق الواحد الوهاب ، خالق خلقه من تراب ، وقاهر الصلاب ، ومسبب الأسباب ، ورب الأرباب ، فلا إله إلا الله العزيز الغفار ، ولا حول ولا قوة إلا بالله الكبير المتعال ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام