أنا شخصياً كان لي خاتماً من حديدٍ صينيٍ كنت قد رأيتُ له خواصَ (فضائل) في الكتب، كان منها أنه إذا كان في اليد حُفظ صاحبه في المفاوز والبحار من الآفات، ولهذا السبب لما عزمت على السفر لحج البيت الحرام أخذت معي ذلك الخاتم، ولما كنت ذاهباً من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة؛ كان عندي كتاباً في الحديث كنت أطالعه في الباص، وإذ بي أفاجأ بمشاهدة هذه الأخبار التي نقلتُها، فلما دققت النظر فيه؛ قلت يا ويلي، كم كنت في جهل بالتوحيد والإسلام!! أنا محرم وحاج لاأسافر إلى بيت الله وفي يدي صنم! لماذا لا أعتقد أن الله رب العالمين هو الحافظ فقط؟ كيف أعتقد في أن حجراً يحفظني مع أنني أنا الذي أحفظه؟.. عندها حدثت ليَ حالة من الفزع لا أستطيع أن أشرحها, فبدأت أستغفر ونزعت الخاتم من يدي ورميته في الصحراء وقلت: (ليس من طبيعة العاشق أن يكون في قلبه معشوقان. والحمد لله رب العالمين) .
شريعت سنگلجي يصدع بالحق خوفا من لعنة الله
(رأيت أن أبيّن ما علمني ربي من المطالب والمقاصد الإسلامية الثابتة، وأن أشرح لطلاب الحقيقة ومحبِّي الفائدة وأيقنت أنني إن لم أفعل ذلك فسأكون داخلاً في قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(إذا ظهرت البدع في الدين فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله) [1] .
المواجهة والابتلاء
(تلقيت مصاعب في تأليف هذا الكتاب ونشره، - ومثله كتاب مفاتيح فهم القرآن، ومحاضرات ليلة الخميس - لأن بعض الجهلة والذين لا يعرفون حقيقة التوحيد كانوا يشنُّون عليَّ الغارة تلو الغارة، بل أنهم لم يألوا جهداً في الافتراء عليّ طاعة لأنفسهم وأهوائهم) .
سبب حربهم له
(1) ورد في الكافي للكليني (1/54) ، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل لعنه الله) . وانظر الوسائل (16/ 269 , 271) .