أما موقف أهل السنة وعقيدتهم فهي: أن الإسلام وقف مع الأنبياء، فقد أكرمهم وأنزلهم منزلة سامية لا يدانيهم فيها أحد من البشر، وهي: أنهم صفوة الله من خلقه، ومع هذا فإنهم بشر يجري عليهم ما يجري على سائر البشر، من الحاجة إلى الطعام والشراب، والنوم والنكاح، والمرض والموت.. ونحو ذلك مما جَبَلَ الله عليه البشر، أما الموت ففي قوله تعالى: وهو يحكي عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) ) [آل عمران:144] ، وقد رفع الإسلام مكانة الأنبياء في القلوب، حتى جعل تقديم حب الله ورسوله على كل شيء، بل وجعله سبباً من أسباب تذوق حلاوة الإيمان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) ، وهل يؤثر عن أمة من الأمم، أو منهج من المناهج أنه أنصف علماءه ودعاته مثل الإسلام؛ فهو وسط بين ظلم اليهود وجورهم، وإفراط النصارى وغلوهم، ونجد عدل الإسلام واعتداله، وتوسطه واتزانه، فيما يتحدث به عن مكانة العلماء والمصلحين كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) ، وبجانب هذه المكانة أكد الإسلام عدة أمور تعصم من السقوط في المزالق، هي:
الطاعة لله ورسوله فقط.
العصمة للأنبياء فقط.