الصفحة 3 من 112

ووجدت أساطير كثيرة سببها عجز اللغة الإنسانية في نشأتها الأولي ، كما ثبت للعلامة اللغوي ماكس موللر صاحب هذا التفسير لنشأة الأساطير ، فإن الذي يقول إن الأرض أم الثمرات كالذي يقول في العصر الحديث إن فرنسا أم الثورة ، ولكننا نعرف التلاقح الحي فلا نخلط بين الحقيقة والمجاز ، ولم يكن الأقدمون علي علم بذلك فلا يمضي الزمن علي التشبيه حتى تصبح الأمومة المجازية كأمومة الواقع بين الأحياء .

ويري تايلورTylor أن ملكة الاستحياء Animism هي أصل الاعتقاد بالأرباب .

فالطفل يضرب الكرسي إذا أوقعه كما يضرب الإنسان والحيوان تايلور يعتقد أن الإنسان الأول كان الطفل في تخيله للأشياء وتمثله لها في صور الأحياء .

ويسبق هيربرت سبنسر هذا التفسير بتفسير يوافقه في ظواهر الاستحياء ولا يوافقه في تعليل الاستحياء .

فالإنسان -الأول- علي رأي سبنسر-كان يؤمن بحياة الأرباب لأن عبادة الأسلاف هي أقدم العبادات ، وكان يري الأطياف في المنام فيحسب أنها باقية ترجي وتخشى ، وأنها تتقاضاه فروضا لها عليه كفرض الآباء علي أبناء وهم بقيد الحياه .

ولكن يرد علي القوم بعبادة الأسلاف أنها لم تستغرق عبادات الأقدمين في زمن من الأزمان ، وأن النائم يري أطياف الغربان كما يري أطياف الآباء ، ويري أطياف الأطفال الضعفاء بل يري أطياف السباع التي يخافها في يقظته فلا يعبدها لأنه يخافها وتردد عليه أطيافها ، بل يقتلها ويحول بينها وبين الطعام .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام