فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 19

والأحاديث في هذا كثيرة، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتقبل كل فرد أسلم بعد أن يتكلم بالشهادتين فقد ذكر المؤرخون في قصة إسلام أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. قال فرأيت الاستبشار في وجهه.

وذكروا عن خالد بن الوليد أنه قدم المدينة للإسلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فسلمت عليه وقلت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال:"الحمد لله الذي هداك".

وكذا قصة إسلام خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إلام تدعو؟ قال:"أدعوك إلى الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عَبَدَهُ ممن لا يعبده"قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فهذه القصص ونحوها تفيد أن النطق بالشهادتين شرط لقبول الإسلام، فمن أتى بهما دخل في هذا الدين، وعصم بذلك دمه وماله وحرم قتله، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة لما قتل من تلفظ بهذه الكلمة، ففي صحيح مسلم وغيره عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية قال: فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أقال لا إله إلا الله وقتلته؟"قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح. قال:"أفلا شققت عن قلبه" (صحيح مسلم) .

وفي حديث جندب البجلي في الصحيح أن أسامة قال: يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلاناً وفلاناً، وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله، قال:"فكيف تصنع بلا إله إلا اله إذا جاءت يوم القيامة" (صحيح مسلم) .

وفي حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له:"فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" (متفق عليه) .

وفي المعنى أحاديث كثيرة تفيد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يكتفي من أهل زمانه بهاتين الشهادتين، وأن من أتى بهما وعمل لمدلولهما، والتزم بما تستلزمه كل منهما من الطاعة لله ورسوله وجميع أنواع العبادة، فيوحد الله عز وجل، ويتخلى عن العادات الشركية،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام