عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وليس بين صفة الخالق والمخلوق مشابهة إلا في اتفاق الإسم، وقد أجمع سلف الأمة وأئمتها على أن الله سبحانه بائن عن مخلوقاته، وهو فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه.
والعرش وما سواه فقير إليه وهو غني عن كل شيء، لا يحتاج إلى العرش ولا إلى غيره، ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فمن قال إن الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام ولا يرضى ولا يغضب ولا استوى على العرش فهو معطل ملعون، ومن قال علمه كعلمي وقدرته كقدرتي وكلامه مثل كلامي واستوائه كاستوائي، أو نزوله كنزولي، فهو ممثل ملعون، ومن قال هذا فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل باتفاق أئمة الدين، فالممثل يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً، والكتاب والسنة فيهما الهدى والسداد وطريق الرشاد، فمن اعتصم بهما هدي ومن تركهما ضل.