ليس من النصرة / سامي بن عبدالعزيز الماجد
التاريخ:02/ 01/1427 الموافق >القراء:48 > نسخة للطباعة ... المختصر/ ... الإسلام اليوم / الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: ... فإن مما يبعث السرور في النفس ما نراه من نصرة للنبي -صلى الله عليه وسلم- من تفاعل كبير، وزخم عاطفي ضخم، وحراك في مجتمعات المسلمين، وكل ذلك وأكثر منه قليل في جانب نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس من النصرة في شيء بعض المظاهر المصاحبة لذلك والتي منها: ... أولاً: أن يتسابق الناس في نشر رؤى منسوبة إلى مجاهيل تبشر الأمة أن نبيها - صلى الله عليه وسلم - راضٍ عنها فيما عملت من نصرةٍ وذبٍ عن عرضه -صلى الله عليه وسلم-، ولئن كانت الرؤى الصالحة من مبشرات النبوة التي بقيت للأمة فإن ذلك لا يعفينا من ضرورة التثبت فيما يرويه الناس من ذلك، والتي غالباً ما يكون منسوباً إلى مجهول، أو يتزيّد فيه الرواة، وما آفة الأخبار إلا رُواتها، وقد يكون ما رآه صاحب الرؤيا من حديث النفس فيخيل إليه أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه، وأما حديث من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي فالمراد: من رآني على صفتي التي أنا عليها، وليس المراد أن كل ما يُخيل للنائم في منامه أنه يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كذلك. ثم إن لدينا من نصوص الكتاب والسنة المبشِّرة بخير موعودٍ لمن ذب عن عرضه -صلى الله عليه وسلم- ونصرَ سنتَه ما يغنينا ويشفي نفوسنا ويحدو أرواحنا للاستباق لهذا الشرف العظيم، فحسبنا أن نحث الناس على نصرة نبيهم وسنته -صلى الله عليه وسلم- بتلك النصوص المبثوثة في الكتاب والسنة الصحيحة. ... ثانياً: أن يتسابق الغيورون على عرض المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على نشر أخبار غير الموثقة مثل المجازفة بذكر أرقام مبالغ فيها الخسائر المقاطعة ومنها ما أُشيع بين الناس هذه الأيام من أن الرسام الذي صوَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- في رسوم ساخرة قد وُجد جثةً محترقة بجوار الصحيفة الناشرة لرسومه الساخرة، وأن وسائل الإعلام في الدانمارك قد تكتّمت على الخبر خوف الفضيحة وأن يهاب الناس هذا العمل. وليت المسارعين في نشر هذه الشائعة تساءلوا قبل نشرها: إذا كانت وسائل الإعلام هنالك قد تكتّمت على نشر الخبر فأنى لهم العلم به؟ ومن هذا الذي عَلِمَه فأذاعه في الناس حتى بلغنا؟! إن حث المسلمين على نصرة نبيهم وإدخال السرور عليهم بما يأملونه من ثمار